أرجو أن يسمح لي القاضي الفاضل بإلقاء نظرة شاملة على هذا الموضوع.
المسار المعرفي ذو اتجاهين:
الأول موضوعي ينقل الواقع إلى الدماغ ويستعمل العملية الفكري لتبويبه وتصنيفه ووضعه في إطار ذي قواعد واضحة وهنا يغلب احتمال الاتفاق بين الأطراف حوله، وفي حال الاختلاف تكون المرجعية واضحة.
أما الثاني فذاتي يتعامل مع الواقع ولكنه يخلط الصفات الموضوعية للواقع مع رؤية ذاتية أو يلونها بها بنسب مختلفة من الخلط أو الظلال.
ولا يمكن ان يمرر هذاالخلط تحت ضوء الطرح الموضوعي الساطع. ولذا يلجأ من يتخذونه سبيلا إلى نوع من التعويم الفكري تلخص جانبا منه كلمة (لعم) في موضوع بعينه، ومن أصناف الخلط والتلوين فيه، زج مواضيع أخرى في الطرح أو نقل الطرح إلى صعيد آخر يهيء مناخا من التداخل والتمويه والخلط لتمرير الرؤية الذاتية .
أستاذتي في موقفها هذا تتخذ المسار الثاني فهي تأخذ قضية لغوية – مجمع عليها حسب رأيي منذ كان العرب – لتطرحها على صعيد آخر يتجلى في قولها: " ولا نعلم ما يترتب من الحكمة الإلهية على تحقيقه , فلعل شرب الماء قبل الشاي يكون سببا لسلسة من الأحداث تنتهي بحدث خطير في ترتيب القدر الإلهي . . وليس لنا من الأمر شيء في تقدير الحكمة الإلهية "
آمنت بالله العظيم
إما أن يكون العرب قد أدركوا ذلك وعبروا عنه بأساليب لغتهم. ثم جاءت الأستاذة بأسلوب لم يعرفه العرب ولا تقره لغتهم.
أو أن أستاذتنا هي من اكتشفت هذه الحقيقة فابتكرت لها لغة تناسبها.
عبارة ستاذتنا صحيحة في ذاتها، لكن توظيفها في القضية شيء آخر. ومن شأن بحثها أن يؤدي إلى تداعيات متشعبة من الحوار تضيع معها القضية الأصل.
شكرا جزيلا.
المفضلات