اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
كي يكون أستاذنا القاضي الموقر عطوان مطلعاً على حيثيات القضية بكاملها علي أن أجيب على سؤال أستاذي خشان بدقة :
نعم ، الفعل ( كان ) تام واللام لام التعليل في الجملة " كانت ليلى لتشرب الماء قبل الشاي " ومن ناحيتي لا أرى أي فرق بين هذه الجملة وبين جملة " كانت آمنة لتلد رسول الله "- صلى الله عليه وسلم- إلا من حيث أهمية الغرض الذي خلقت له كلتا المخلوقتين . فآمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم خلقت لغرض نجزم بعظمته . أما ليلى فقد خلقت لغرض قد نراه تافها ولا نعلم ما يترتب من الحكمة الإلهية على تحقيقه , فلعل شرب الماء قبل الشاي يكون سببا لسلسة من الأحداث تنتهي بحدث خطير في ترتيب القدر الإلهي . . وليس لنا من الأمر شيء في تقدير الحكمة الإلهية . وفي كل الأحوال فإن ليلى قد وجدت في لحظة محددة لتشرب الشاي قبل الماء لغرض إلهي ما . فوجودها في تلك اللحظة لغرض ما مهما بدا ذلك الغرض تافهاً أمر مستقل عن تركيب الجملة . فإذا قلتُ : " كانت ليلى لتشرب الماء قبل الشاي " وأنا مخطئة في الواقع ولكنني أظن نفسي على صواب فقلت تلك الجملة للتعبير عما أراه صوابا . فتركيب الجملة صحيح كونها عبرت عن المعنى الذي أريده أنا حتى ولو كان هناك من يراني مخطئة في ماهية تصوري ومضمونه . وخلاصة ما أريد قوله : إن الغرض العظيم والغرض التافه يتساويان ويشتركان في كونهما غرضاً . وبالتالي فاللام لام التعليل .
تحياتي

أرجو أن يسمح لي القاضي الفاضل بإلقاء نظرة شاملة على هذا الموضوع.

المسار المعرفي ذو اتجاهين:

الأول موضوعي ينقل الواقع إلى الدماغ ويستعمل العملية الفكري لتبويبه وتصنيفه ووضعه في إطار ذي قواعد واضحة وهنا يغلب احتمال الاتفاق بين الأطراف حوله، وفي حال الاختلاف تكون المرجعية واضحة.

أما الثاني فذاتي يتعامل مع الواقع ولكنه يخلط الصفات الموضوعية للواقع مع رؤية ذاتية أو يلونها بها بنسب مختلفة من الخلط أو الظلال.
ولا يمكن ان يمرر هذاالخلط تحت ضوء الطرح الموضوعي الساطع. ولذا يلجأ من يتخذونه سبيلا إلى نوع من التعويم الفكري تلخص جانبا منه كلمة (لعم) في موضوع بعينه، ومن أصناف الخلط والتلوين فيه، زج مواضيع أخرى في الطرح أو نقل الطرح إلى صعيد آخر يهيء مناخا من التداخل والتمويه والخلط لتمرير الرؤية الذاتية .


أستاذتي في موقفها هذا تتخذ المسار الثاني فهي تأخذ قضية لغوية – مجمع عليها حسب رأيي منذ كان العرب – لتطرحها على صعيد آخر يتجلى في قولها: " ولا نعلم ما يترتب من الحكمة الإلهية على تحقيقه , فلعل شرب الماء قبل الشاي يكون سببا لسلسة من الأحداث تنتهي بحدث خطير في ترتيب القدر الإلهي . . وليس لنا من الأمر شيء في تقدير الحكمة الإلهية "

آمنت بالله العظيم

إما أن يكون العرب قد أدركوا ذلك وعبروا عنه بأساليب لغتهم. ثم جاءت الأستاذة بأسلوب لم يعرفه العرب ولا تقره لغتهم.
أو أن أستاذتنا هي من اكتشفت هذه الحقيقة فابتكرت لها لغة تناسبها.

عبارة ستاذتنا صحيحة في ذاتها، لكن توظيفها في القضية شيء آخر. ومن شأن بحثها أن يؤدي إلى تداعيات متشعبة من الحوار تضيع معها القضية الأصل.


شكرا جزيلا.