السلام عليكم

هناك بعض الأبيات الشعرية صارت مثلاً سائراً بين الناس أو حكمة متداولة فيما بينهم , منها قول عمرو بن معد يكرب :

إِذا لَم تَستَطع شَيئاً فَدَعه ................. وَجاوِزهُ إِلى ما تَستَطيعُ

هذا البيت صار حكمة تتناقلها الأفواه في كل مكان حتى صار يتمثّل به كل من لا يستطيع بلوغ هدفه .
والعجيب أن عمرو وهو المعروف بقوته وفروسيته قال هذا البيت بعد أن فشل في استعادة أخته ريحانة التي سباها الصمة الجشمي أبو دريد، فلم يقدر عمرو على استنقاذها، ثم تزوجها الصمة فأولدها دريداً وعبد الله وقيساً وخالداً وعبد يغوث.

وأرى أن هذا البيت من الشعر يحرّض على الخضوع والخنوع, ويدعو للإستسلام , بعكس البيت الذي يقول :

من راقب الناس مات غماً .................. وفاز باللذة الجسور

وقد ورد أن قائل هذا البيت هو سلم الخاسر, وقد سرق معناه من شعر لبشار بن برد يقول فيه:

من راقب الناس لم يظفر بحاجته .................. وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

وكلا البيتين نجدهما يدعوان إلى العمل وعدم التمني , وللأسف فقد أخذ كثير من الناس الشطر الأول من بيت سلم الخاسر " من راقب الناس مات غماً " وصاروا يستشهدون به على الحسد وجزاء الحاسد , رغم أن الشطر الثاني من البيت يظهر أن على الإنسان أن لا يقعد لندب حظه وتمني ما عند الناس بل يجب عليه الإقدام والعمل لنيل ما يشتهي ويتمنى .