السلام عليكم
أستاذي الكريم خشان نقلت مشاركتك من موضوع ( الصياغة الثانية لرواية التخاب ) إلى هذا الموضوع لأرد عليها هنا لمناسبة الموضوع لها .
سؤال أستاذي : في قولي : " ولا ريب أن سببا كانت لتستحـــــق هذه الأمجاد التي سطرتها "، ما حركة القاف في تستحق ؟
القاف مفتوحة أستاذي الكريم لأن الفعل المضارع ( تستحق ) منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل أو لام كي إذا أحببت .
وأعتقد أن مصدر اللبس في هذا التركيب الذي لم تستسغه حضرتك هو استخدامي للفعل الناقص( كانت ) قبل اللام الملحقة بالفعل المضارع . ولأن هذا الفعل الناقص يسبق لام الجحود الذي يأتي مقترنا مع استخدام ( ما ) للنفي فقد التبس الأمر بين لام الجحود المقترنة بالنفي ولامي هذه المقترنة بالإيجاب .
أقول :
أولا - اللغة العربية لغة حية منفتحة ،بمعنى أن استخدامها لا يشترط استخدام التراكيب الشائعة والمتداولة والمتفق عليها والمعروفة من المناقشات اللغوية وما إلى ذلك ...فأنا عندما أتكلم اللغة العربية فلي كامل الحق في ابتكار التراكيب اللغوية الجديدة والفريدة والتي لم يستخدمها أحد قبلي قط ،ما دمت أستصلحها للتعبير عما أريد من الأفكار ،وما دمت لم أخالف فيها القواعد النحوية من حيث الإعراب والتشكيل حصرا . وحقي هذا في ابتكار ما يعجبني من التراكيب محفوظ بحكم حيوية اللغة العربية .
ثانيا - تعلم حضرتك أن أقدر شخص على تحديد الفكرة المقصودة من التركيب اللغوي هو من صاغ هذا التركيب ،لأنه مطلّع على قصده الشخصي دون سواه .فإذا أنا كتبت مثلا " ولا ريب أن سببا كانت لتستحـــــقَ هذه الأمجاد التي سطرتها لها كتب التاريخ "، وشرحت أنني أقصد أن سببا كانت أي (جعلها الله وخلقها وأهلها ) كي تكون مستحقة لهذه الأمجاد بما لديها من ميزات ...فاستخدمت ( لتستحق ) لأدلل على أنها أُعِدت من قبل الله لغاية الاستحقاق . فأنا هنا ألمّح لما لديها من مميزات ومؤهلات تجعلها مستحقة للأمجاد ..فإن قلت إنني أقصد باللام تعليل استحقاقها بما هي كائنة عليه فأنا أتكلم عن قصدي وأنا أدرى به . والكلمة لي واللام لام التعليل .
ثالثا - الالتباس كما ذكرتُ يأتي من حفظ التراكيب الموروثة المتداولة بكثرة والجاهزة دائما لكي تقفز إلى أذهاننا ما أن نقترب منها . ولقد اقتربت أنا بتركيبي الجديد من صياغة التركيب الذي يتضمن لام الجحود بسبب استخدامي الفعل الناقص قبل الفعل المضارع المسبوق باللام ، فمن الطبيعي أن يقفز التركيب اللغوي المميز للام الجحود إلى الأذهان ليشير إلىولو أنني استخدمت بدلا من الفعل الناقص ( كانت ) فعلا تاما يتضمن معنى الكينونة لما حصل أي التباس .
- المفارقة بين النفي في تركيب لام الجحود والإيجاب في تركيبي الجديد .
مثلا : لوقلت : لا ريب أن الغيوم تشكلت لتمطر هذا اليوم ...فإن أحدا لن يعترض على تركيبي اللغوي هذا . ولو أنني حافظت على قصدي نفسه لكن بدلا من كلمة (تشكلت ) استخدمت كلمة ( كانت ) لاعترض علي أستاذي خشان كيف لي أن أكتب : ((لا ريب أن الغيوم كانت لتمطر اليوم مطر اًغزير اً )..فهل هناك فرق بين هذه التراكيب : كانت أمة الإسلام لتستحق هذه الأمجاد ، أو لا ريب أن أمة الإسلام كُونت خُلقت.. تشكلت.. جُعلت..كانت لتستحق هذه الأمجاد ، كانت الغيوم لتمطر هذا المطر ، كانت تأهلت خُلقت عيناه العسليتان لتمنعك من مخالفته ..؟
عذرا للإطالة ..وعذرا لأنني لن أغير قناعتي
مع التقدير ولاحترام والشكر
المفضلات