أستاذتي الكريمة ثناء

لا زلت أتابع مستمتعا مستجيبا لما ينداح من موجات يرسلها فكرك مستدرجا من أمامه للربط بين ما ترويه في العروض وخلفيات الواقع الذي تحاكيه. سارد على الاندياح باندياح مثله مكتفيا بالتلميح حول وشائج الشمولية بين رواية التخاب ورواية الهباب. وأنا في هذا سالك ما رسمته لأطار الرواية من توجه وحدود. وقطعا كان تعليقي سيختلف لو اختلف طرحك.

1- لكأن الوتد المفروق هذا أرسله الوتد المجموع ليتبنى قضية الخبب العادلة في إطار ظاهره الانتصار التكتيكي له في الجزئيات ولكن بهدف حشره الاستراتيجي ضمن الرؤية البحرية. وكل ظني أن ما افتقدته من كشف عن جذور الوتد المفروق سيظهر مستقبلا.

2- الشعوب البحرية وإن تكن من انتماء واحد إلا أنه مع الأيام قامت بينها حواجز ميزت شعوبها بحيث بدا وكأن كل شعب أضحة أمة مستقلة عن الأخرى وإن ظلت تربطها جميعا نظرة الاستعلاء على ( شعب الخبب ).

3- تمكنت رابطة الأمم البحرية من فرض رؤيتها الاستراتيجية على شعب الخبب في أمر جوهري وهي صياغته حسب رؤيتها على هيئة قبائل ذات شعارات محددة مكونة من رمز لسببين. وهذا ما لم يعرفه شعب الخبب قبل الاستلاب الثقافي الذي فرضته عليه أمم البحر أو أمم الوتد، الأمر الذي جعله ينصاع في رؤيته لنفسه على أنه مجموعة قبائل وما كان في تاريخه كله إلا شعبا واحدا لا أثر للتقسيم القبلي بين فئاته. ولا بد هنا من تحليل تاريخي سياسي لفهم استراتيجية أمة الوتد. وهو ما أنتاوله في البند التالي (4)

4- خلفية تاريخية وسياسية.

أهم ما يجسد ويميز أمم الإيقاع البحري هو ما يجمعها اي الوتد 3 الذي يرتسم بتثليثه على كافة راياتها ويمتد عبر دوائرها في ساعة مجلس أممها ليشدها ائتلافا واحدا مترابطا. في وسأنسبها إلى الوتد من الان فصاعدا .

في حين أن أهم ما يمثل ( أمة / شعب الخبب ) هو السبب الثقيل (2) وسأنسبها إليه أو إلى السبب الخببي 2 من الآن فصاعدا.

عاش شعب الخبب في بيئته شعبا متجانسا واحدا فطريا لا يعرف للقبلية أي معنى سياسي أو اجتماعي وإنما هو مكون من أسر متجانسة متآلفة بعضها (2) وبعضها 2 ولم يكن حتى هذا ذا أثر عليها فطالما نظرت كل الأسر إلى نفسها على أنها 2

وعندما تم الغزو الوتدي من وراء البحار اصطدم بصلابة تأصل ذلك في فطرة شعب الخبب، وكان عليه لكي يسيطر أن يفرق شعب الخبب إلى قبائل مقلدا ليفرض عليه نموذجه ضمن رؤيته الاستراتيجية وصياغته في قبائل تفعيلية ما كان لها من كيان أبدا في الواقع.

وأخذ يقرب بعض أسر الخبب ويبعد بعضها وراح يفبرك تجمعات قبلية على هذا الأساس مراعيا في كل ذلك تماهي الصيغ المفبركة مع مصالحه. مستعينا ببعض من عميت بصائرهم وضمائرهم من شعب الخبب لشرعنة ذلك.

كما سبق وقلت إن اسر السبب الخببي إما أن تكون (2) أو 2 والاحتمالات الواردة لفبركتها في قبائل هي حسب حسب موقعها من الاستعصاء على مخططاته من اليمين لليسار، وحسب موقعها من مركز تميز شخصية الخبب من اليسار لليمين كما يلي :

الأولى (2) 2 – الثانية 2 2 – الثالثة 2 (2) – الرابعة (2) (2)

أما القبيلة المفبركة الأولى فقد كانت الأقرب لنفسه وعمل جهده لاكتسابها إلى جانبه لتماهيها مع بعض مكوناته.

وأماالثانية فقد راح يحاول تزوير التاريخ لها ويأتي بنظريات لا برهان عليها.

وأما الثالثة فقد غض الطرف عنها وتجاهلها.

أما الرابعة وهي من تمثيل صفات الشعب الخببي في الصميم. فقد رفض اعتبارها من الخبب وكرس المال والجاه والسيادة لعزلها حتى عن القبائل الخببية المفبركة. فجمعت إلى كارثة الفبركة كارثة وقوع المفبرَكات في برائن الأدلجة الوتدية في التسليم بأنها (مجموعة) قريبة من الخببيات المفبركة. ومع الأيام تم إقصاؤها حتى من هذا القرب ثم بلغ نجاح التخطيط الوتدي إلى حد وقوف مفبركات الخبب والوتد صفا واحدا في نفي حقها في الحياة والوجود. بل والزعم أنها مجرد أخلاط نثرية جرى ضخ اضعافها في موطنها من أخلاط النثر . تم التركيز على تصويرها شعبا هجينا ذا كينونة تاريخية مستقلة عن الخبب تم تلفيقها.

وما ذاك إلا لاستعصائها على خطط الفبركة الوتدية بما تحمله من سمات خببية أصيلة لا مجال لإنكارها أو تمويهها، ولما تحتله من مكانة مركزية في أمة / شعب الخبب

5- هذه اللامفبركة الخببية تتعرض لهجوم وتدي كما خببي من سادة المفبركات وخببي من بعض من تم شراؤهم من عناصرها . إن تمكن هذا التركيب الخببي من الصمود في وجه تلك الهجمة فلا شك أنه سيوقظ الضمير الخببي لرفض رؤيته إلى مفبركاته ورفض الأساس الذي قامت عليه.، وهما ما قد يقود إلى انكفاء وتدي إلى حدوده البحرية وبالتالي إلى عودة الوحدة الخببية على أنقاض المفبركات.
ولكنه لن يكون يسيرا فإن الأمر ليخفى على الأغلبية الخببية بما فيهم المراسلة الصحفية سبب ثقيل. كما أن من بين من عينهم النثر والوتد ممثلين شرعيين وحيدين من راح يعمل لدى سادته لطمس هذه القضية مدعيا تمسكه بالثوابت المتدحرجة، مستجديا إعطاءه شبرا من موطنه، هذا أمام شعبه أما في الحقيقة فهو يعمل على أن يكون كل شيء لأسياده من الوتديين واننثريين . بل هو ما انفك ينصحبهم بأن المفبركات الخببية خطر عليهم لاحتمال وعيها على حقيقتها، ويقدم نفسه رأس حربة لهم في الفتك بهذه المفبركات والإجهاز على آثار المظاهر الخببية فيها.

يدرك المخلصون للخبب أن الخبب الأصل قبل الوتد بدليل ظهر صقاتهم بعد الأوثق الذي يقوم حارسا على ما قبله خوف غلبة أصلهم الخببي عليهم إذا ما اعتراهم أي وعي خببي نتيجة زحاف ما. ونجاحه في هذا مقصور على الشعر بمفعول الفرامانات التي تحدد مكان الأوثق وتحميه ولكنه فاشل في الموزون حيث يصول الخبب ويجول وهو الذي يعين حدود الأوثق .

اختم بالقول إن بعض عناصر الخببية المنبوذة الرافضين لمجرد وجودها مستقلة عن أمتها ولشخصيتها الرسمية المسخ المفروضه جعلت لها نشيدا ساخرا ولكنه يمثل خصائصها بل ويبالغ في صدر ذلك البيت، تاركا عجزه على حالته الخببية المتوازنه:

رَقَصَ وَطَرِبَ وجَعَلَ لِوَتَرِ ....... جمْع بني أفٍّ وبني مُضَرِ

(2) (2) (2) (2) (2) (2) (2) 2 ....... 2 (2) 2 2 2 (2) 2 (2) 2



**
إلى هنا ينتهي تعليقي وكلي أمل أن توافقي على أن أدرجه باسمي في سياق روايتك التي أزمع أن أجمعها في رابط واحد في موقعي الخاص.

حفظك ربي ورعاك.