أستاذي الكريم خشان
الإيقاع القرآني حالة خاصة وفريدة ولا يمكن مقارنته بأي إنتاج بشري إيقاعي (خببي أو بحري ) أو لاإيقاعي ( نثري )..ويبدو كلام الدكتور أحمد كشك في غاية الدقة إذ يرفض اعتبار القرآن مثالا للنثر . والإحساس البشري الفطري بالإيقاع عموما ثابت علميا وفق دراسات علمية حديثة أكدت استجابة الخلايا الحية في جسم الإنسان بكافة أنواعها للاهتزازات الصوتية عبر تغيير المجال المغناطيسي والكهربائي المحيط بالخلية وفقا لنمط الاهتزازات الصوتية وتردداتها ، وتستخدم النتائج العلمية لهذه الدراسات الآن في مناحي الطب البديل بغاية رفع المناعة عموما والشفاء من الكثير من الأمراض العضوية والنفسية باستخدام الموسيقا أو حتى الصوت البشري الإيقاعي ضمن ما يسمى بعلم العلاج بالصوت .
ولأن النظام الذي فطر الله عليه خلايا الدماغ البشري هو النظام الأمثل وفقا لقوله تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]. ولأن في قراءة القرآن رقية وشفاء كما هو ثابت في القرآن والسنة الشريفة فهذا يعني أن ترددات أصوات الإيقاع القرآني تؤثر في النظام الجسدي المضطرب بتأثير المرض فتعيد إليه التوازن فيحدث الشفاء وإن هذه الاستجابة تحدث تلقائيا دون وعي وتحكم من العقل البشري مما يعني أنها استجابة فطرية محضة . فهل هناك ما هو أدل من هذا على وجود النظام الفطري البشري في الاستجابة للإيقاع عموما وللإيقاع القرآني خصوصا ؟؟؟؟
ومن هنا ..فإن وصفنا الدائم للنظام الفطري بأنه نظام بسيط يبدو مجحفا بحق النتائج التي يحققها هذا النظام الطبيعي في استجابته ...بل هو نظام كاف تماما ...وهذا يعني أنه نظام مكتمل ناضج غير ناقص على الرغم من كونه موروثا وفطريا . إنه نظام جاهز وربما كان في أعلى درجات الجهوزية للاستجابة المطلوبة تجاه الإيقاع المطلوب ..فليس من المستغرب إذن تعامله مع الإيقاع القرآني بوصف الإيقاع القرآني في أعلى درجات الارتقاء الإيقاعي من حيث قدرته على استثارة النظام الفطري للتجاوب معه .
سرني أستاذي أيما سرور أن تلفت انتباهي لدراسة الإيقاع القرآني وقد كان ذلك يشغلني بالفعل ثم صرفتني الظروف عنه . فأرجو الله أن يوفقني إليه ووييسره لي بفضله ..إنه سميع مجيب
كل التقدير
المفضلات