يا "مالكَ" الشعرِ!!

جلّ الذي قسم الأفضال أرزاقا = آتاك تاجين أشعارا وأخلاقا
كلاهما فوق بحر مدّه ابداً = مهما يصادف لا يعييه إغراقا
وما أروم نجاةًُ منهما أبداً = لعلني بالغٌ – هيهاتَ – أعماقا
مدحتني بالذي لو كنت أملكُ من = بعضٍ به البعضَ لاستهلكتُ أوراقا
لها أوائلُ لا تفنى أواخرها = تدبيجَ شعرٍ بمدحٍ فيك قد راقا
هيهات يا سيدي من ماؤه وشلٌ = أنّى يكاثر مدَّ البحر دفّاقا
آتاك ربّك خيرا منه أنت له = أهلٌ فيمّم به لله آفاقا
دع عنك زيداً ودع عمراً وشأنهما = ليس الكِفاء لما أبدعتَ أنواقا
وامدح به المصطفى تؤجرْ وسنّته = دنيا وآخرةً فضْلاً وأرزاقا
وكن كما شاءك الرحمن ممتطيا = لكلّ جُلّى من العلياء سباقا
من القصائد تعلي شامخا علماً = بمنهجِ الحق والتوحيد خفّاقا
أنشد بها المجد والإسلام ما فتئا = صنوين كم جذبا في الشعر عشاقا
أنر به فكر بليونِ الغثاء فكم = لجهله من صنوف الخسف قد ذاقا
أميرَ عذب المعاني لا عدمتك من = أخٍ له القلبُ ما ينفكّ توّاقا
أنطقتني الشعر كم عانيت عجمته = وكم شكوت بنفسي منه إملاقا
فدم أبا شمسَ رمزا للوفاء فكم = طوقت بالشعر للإخوان أعناقا