السلام عليكم

أشكرك أستاذ نواف على إضافتك القيّمة
وكما قلت في الدراسات العلمية لا يمكننا الحكم على أي فرضية إلا بعد التحقق من صحتها , وهنا لا يمكننا الحكم على صحة نظريتنا إلا كما اقترحت حضرتك وذلك من خلال البحث في المجموعات الشعرية للنظر في العلاقة بين الموسيقى( بأبعادها ) وموضوع القصيدة ، أو علاقتها بالحالة النفسية للشاعر .
وأعتقد أن هناك عوامل عدة تؤثر في القصيدة وتظهر من خلالها نفسية الشاعر بصورة أوضح من اختيار بحر القصيدة كاختيار الشاعر للقافية , ولكلمات البيت التي يرسم فيها الشاعر الصور المعبرة عن حالته النفسية والشعورية .
ومازلت أذكر قصيدة البحتري في وصف إيوان كسرى , تلك القصيدة التي درسناها عندما كنا في المرحلة الثانوية والتي يقول مطلعها :
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي.............. وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
فكنت إذا قرأت القصيدة أشاع حرف السين فيها في نفسي كثيراً من الشجون وجعل خيالي يرسم صورة السكون الذي يخيم على هذا الإيوان الخالي فإذا ما قال البحتري :
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَصارَت.......... لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
رأيت الدموع وقد انسابت على الخدين في صمت مهيب , تأثراً بالصورة التي رسمها البحتري من خلال ألفاظه وقافية قصيدته والبحر الخفيف السلسل الذي اختاره لهذه التحفة .

وهنا أقترح اختيار قصائد , ولنحاول دراسة وزنها وقافيتها وحشوها علّنا نرجح رأياً على آخر ونصل لنتيجة ترضينا , فإن لم يكن تمام الرضى فليكن الميل إلى جهة من الجهتين