شكراً لتساؤلك شاعرتنا العروضية هبة
قرض الشعر موهبة يتمتع بها من حباه الله بهذه القدرة ، وهي قول الكلام العميق الصور موزوناً، وهذا لا يستطيعه كبار الأدباء مهما كانت ثروتهم اللغوية، فالأساس تصنيف الكلمات حسب معانيها وأوزانها ليأتي بها عند صوغ المعاني موزونة. وهذا يلزمه مركز عصبي متخصص كمن يكون موهوباً بالرياضيات ...
وعلم العروض هو الذي يستنبط قواعد العروض مما قرض عليه الشعراء السليقيون من أشعارهم بمواهبهم، فقد يكون العروضي غير شاعر وقد يكون الشاعر غير عروضي.
لكن الشاعر السليقي في أيامنا هذه، إذا تعلم العروض فسيكون في جانب أكثر أمنا بعيداً عن الوقوع في الزلات العروضية الشعرية.
وأما العروضي فهو من تعلم العروض بقواعده المجموعة ، وأما عالم العروض فهو باحث في القوانين ولديه القدرة على اكتشاف واستنباط قوانين جديدة. فعالم العروض يحتاج إلى موهبة لا تتوفر عند العروضيين ، وهي بصيرة البحث.
كما أنه ليس كل طبيب مهما كان ممتازاً يمكنه أن يكون عالماً وباحثاً في الطب.
فهناك فرق بين الشاعر والعروضي والعالم (الباحث) العروضي، ومن جمع بين هذه الصفات كان أكثر تمكناً في مجاله ، فالعروضي الشاعر ليس كالعروضي فقط وكذلك حال عالم العروض..
نسأل الله تعالى أن يزيدنا علماً من بحار علمه المتنوعة لتكون لنا ذخراً في الآخرة ووسيلة تقربنا إليه سبحانه وتعالى بما نقوله من صالح القول والعمل.. فتقر به أعيننا إن شاء الله تعالى.