ما انفك الشاعر الجميل جبر البعداني يأتي بأوزان جديدة

سألني عن رأيي في هذا الوزن الجديد من ناحية عروضية.

وحتى يكون الرأي عروضيا لا بد أن يعتمد على قواعد عروضية دون القول ( أذني تقبل أو ترفض )

طبعا من حق الأذن أن تقبل أو ترفض لكن ذلك ليس ميزانا معياريا بل شخصي يصح فيه الاختلاف.

(( ذكر أستاذنا الشاعر جبر البعداني فهذه الأبيات للشاعرة نبيلة الشيخ ))

كان نزفٌ طفى على غيم أعيني
والمساءاتُ والصباحاتُ محزنة

تهتَ يا قلبُ في دروبٍ طويلةٍ
كيف عاركتها وليست معنونة

واذا لاح من محياك مبسمٌ
كاذبٌ انتَ قالت العينُ مثخنة

يعلمُ الليلُ كم تحاسيتُ كأسَهُ
وعلى الدمعِ كيف وسدَّتُ أشجنَه

حلكةٌ لي قد طوعتْها أصابعي
وإلى النورِ جاءت الآنَ أزمنه

ها أنا الليلَ بلبلٌ في هزيجهِ
سيغني للهِ في قلبِ مئذنة

فاعلاتن مستفعلن في ترنمي
غنها هكذا وقلها بدندنة .

كل شعر موزون، وليس كل (موزون) شعر.

وأعني بـ(الموزون) كل ما كتب على شكل الشعر خارج بحور الخليل. ومنه الثقيل ومنه السائغ وهو في الحالين ليس بشعر.

وفي مصطلح ( سائغ الموزون ) ما ينصف هذا الصنف من القول، ويصون للشعر خصوصيته التي تمثل الذائقة العربية كما التقطها وصورها الخليل بفكره وذوقه وثقافته.

فاعلاتن مستفعلن في ترنمي
2 3 2 2 2 3 2 3 3 = 2 3 2 2 2 3 2 3 1 – 2
= الخفيف الذي زوحف في شطره آخر سبب ثم أضيف إليه 2
وبلغة التفاعيل هو الخفيف الذي كفت في شطره آخر فاعلاتن ثم تم ترفيل شطره.
وهو بهذا خضع لتغيير لا يعرفه العروض العربي.

أقول دوما إن في كل وزن جديد قدرا من الموسيقى السائغة بقدر اقترابه من عروض الخليل.
وهذا ما يفسر الإحساس بموسيقى هذا النص وذلك لتطابق أكثره مع الخفيف. وهو يذكر بنص أستاذنا يوسف أبو سالم ( خباء ) من حيث التغيير غير المألوف بعد جزء من الخفيف.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/khibaa

خَبّئــي في جبينـكِ القمـــــــرْ ..... كلمـا فــاضَ أيقـظ السّهـــــرْ
2 3 2 3 3 3

نعود إلى الوزن لنحكم عليه ببعض المقاييس الكلية للرقمي

2 3 2 2 2 3 2 3 3

لا مجال للتأصيل على أساس تجنب التقاء وتدين أصيلين – وهذا من بدهيات العروض العربي - إلا بأحد الشكلين

التاصيل الأول ... 2 3 2 2 2 3 2 2 2 3 = 2 3 6 3 6 3 وهذا يحوي الرقم 6 مرتين دون أن يكون أحدهما نهاية العجز (فلا يصح أن يكون الرقم 6 آخر الصدر أبدا) وهذا مخالف لخصائص العروض العربي، وخاصة في دائرة ( د- المشتبه) وهي الدائرة الوحيدة التي تحوي بحورها الرقم 6، دون أن يكون في آخر الشطر/ العجز. وحسب هرم الأوزان
2 1 2 2 2 2 1 2 2 2 2 1 2 = 2 + 8 = 8 – 2 وهو لا يخرق الصعود بعد هبوط ولكنه يخرق الهرم في احتوائه على الرقم 8 مرتين.

التأصيل الثاني .... 2 3 2 2 2 3 2 3 2 2 = 2 3 6 3 2 3 4
وحسب هرم الأوزان
2 + 8 – 4 +6 وفيه صعود بعد نزول فهو يخرق هرم الأوزان، ويتم تجنب ذلك بحذف آخر 2 من الوزن الهرمي المؤصل ليصبح الوزن 2 + 8 – 4 = 4

أي 2 1 2 2 2 2 1 2 2 1 2 2 = 2 3 2 4 3 2 3 2 وهو الخفيف.