تجربتي مع الرقمي - قبل الرقمي وبعده

قبل الرقمى:

لا أزال أذكر الدكتور الكبير/ عزالدين اسماعيل عندما دخلت عليه مكتبه فى كلية الآداب جامعة عين شمس، وكنت حينئذ طالبا بالفرقة الثالثة قسم اللغة العربية وآدابها... فقلت له: كيف أكتب شعرا موزونا؟ كيف أستطيع أن أكتب على بحور الشعر العربى؟ فنظر إلى وقال: ألم تدرس بحور الشعر ومادة العروض؟ فقلت: درستها ولكنى للأسف لا أستطيع الكتابة على بحور الشعر، فقال لى: تمثل الوزن الشعرى، اجعله يجرى منك مجرى الدم فعندما سيعيش الوزن بداخلك حينها ستكتب شعرا فعندما ستقوم بكتابة كلام محدد وأنت متمثل للبحر ستجد كلامك موزونا وزنا صحيحا... فكنت حينها احاول مقلدا للأوزان فكتبت ((يا من صورت لى الدنيا كجزيرة حب)) فقال لى امممممم هذه مثلما يقول نزار ((يا من صورت لى الدنيا كقصيدة شعر))، فقلت له: ها أنا ذا أصبحت أكتب كلاما موزونا.. فقال لى: لالالالالالالالالالا، ليس هذا هو المقصود من كلامى حاول مرة أخرى، حتى وجدت أبياتا للشاعر فاروق جويدة لا أتذكرها الآن وشرعت فى الكتابة على نفس الوزن بالضبط فكتبت حينها

لمحت بقلبك حبا شريدا ... كوى أضلعى فتمادبت فيه
وناديت أن يا أميرة عشقى ... سبانى هواك وقد ذبت فيه
هوتك عيونى وفيك جمال ... رأيته فى كل ما تسكنيه
وكم من عيون رماها الجمال ... وكم من جميل رأيتك فيه


جلست وقتا طويلا وكان العمل بالنسبة لى مضنى جدا حتى انتهيت من هذه الأبيات،،، ولكن لفت انتباهى حينها أننى عندما شرعت فى الكتابة لم أهتم بتفاعيل البحر قدر اهتمامى بتوالى حركاته وسكناته فى الابيات التى كنت أكتبها،،، وأدركت أن طريقة التفاعيل لا تصلح أبدا لتعلم كتابة الشعر هى فقط توضح لنا الفرق الظاهرى بين البحور لا أكثر ... وعكفت أبحث عن تلك الطريقة الأخرى سنينا حتى وجدت منتدى العروض الرقمى على شبكة الانترنت ولكنه لم يكن متاحا للتسجيل فيه ،،، وعلمت ان هناك دروس لما يسمى بالعروض الرقمى وصادفنى كلام عن م/ ع فى البداية فجذبنى الموضوع اكثر فظللت ابحث فى جوجل عن دورات للعروض الرقمى حتى انتهيت إلى منتدى آخر جميل فيه دورة للعروض الرقمى فاشتركت بها ولحسن حظى أن الاستاذ خشان كان موجودا بنفس المنتدى وحولنى هنا إلى منتدى العروض الرقمى والذى كنت اتمنى فى يوم من الايام الانضمام إليه.


بعد الرقمى:

أحسست بأن الرقمى جمع شتات أفكارى بل أنه كانت هناك أسئلة تخطر على بالى وكان يعجر المعيدين والاساتذة بالجامعة الاجابة عنها فوجدت اجاباتها هنا فى العروض الرقمى ،،، أصبح تفكيرى أكثر تنظيما ، أحس بأن الكون حولى فى تناغم وهذا سر من اسرار العروض الرقمى وهو ربط الايقاع الشعرى بالطبيعة فالطبيعة هى اصل الابداع فكان من الطبيعى الا ينفصل هذا الايقاع عن الطبيعة التى هى انتجته فى الاصل ... والآن أشعر بأنه بات على أن أنشر هذا العلم بين الناس فاصبحت استغل موقعى من حيث انى معلم للغة العربية وأشير الى طلابى الى الموضوع على فترات، أحاول تنظيم دورات للعروض الرقمى مجانية على أرض الواقع، وأخيرا وليس آخرا تكوين فريق من شعراء الرقمى يسهمون بمنتوج شعرى على أرض الواقع تمهيدا لانطلاقة كبرى فى مجال الرقمى إن شاء الله.