✨من عيون الشعر العربي✨

(بشر بن عوانة يفتخر ويصف قتل الأسد)

أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَـبْـتٍ
وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْـرَا

إِذاً لَـرَأَيْتِ لَـيْثـاً زَارَ لَـيْثـاً
هِزَبْرَاً أغْلبًا لاقــــــى هِـزَبْـرَا

تَبَهْنَسَ ثم أحجم عَنْهُ مُهْـرِي
مُــحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْـرَا

أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ؛ إِنِّـي
رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا

وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْـدَى نِـصـالاَ
مُحَـــــدَّدَةً وَوَجْــــهاً مُـكْـفَـهِـراًّ

يُكَفْـكِـفُ غِـيلَةً إِحْـدَى يَدَيْهِ
وَيَبْسُــطُ للْوُثُوبِ عَلـىَّ أُخْـرَى

يُدِلُّ بِمِخْـلَـبٍ وَبِـحَـدِّ نَـابٍ
وَبِاللَّحَظــاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَـمْـرَا

وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَـى
بِمَضْـرِبهِ قِراعُ المْـوتِ أُثْـرَا

أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَـلَـتْ ظُـبـاهُ
بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِـيتَ عَـمْــــرَا

وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْـشَـى
مُصَاوَلةً فَكَــيفَ يَخَافُ ذَعْرَا

وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْـبَـالِ قُـوتـاً
وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمــامِ مَـهْـرَا

فَفِيمَ تَسُومُ مِـثْـلـي أَنْ يُوَلِّـي
وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟

نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَـيْرِي
طَعَاماً؛ إِنَّ لَحْمِي كَـانَ مُـرَّا

فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُـصْـحِـى
وَخالَفَنــِي كَأَنِي قُلْتُ هُـجْـرَا

مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَامـا
مَرَامًا كانَ إِذْ طَلَبـاهُ وَعْـرَا

هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّـي
سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْــرَا

وَجُدْتُ لَـهُ بِـجَـائِشَةٍ أَرَتْـهُ
بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَـنَّـتْـهُ غَــــدْرَا

وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِـنْ يَمِـيِنـي
فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَـشْـــرَا

فَخَرَّ مُـجَـدَّلاً بِـدَمٍ كَـأنـيَّ
هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُـشْـمَـخِـــرا

وَقُلْتُ لَهُ: يَعِـزُّ عَـلَّـي أَنِّـي
قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَـخْـــرا

وَلَكِنْ رُمْتَ شَـيْئاً لـمْ يَرُمْـهُ
سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْـرَا

تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمـنِـي فِـرَارا!
لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُـكْـرَا!

فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَـيْتَ حُـرًّا
يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُـتَّ حُـرَّا

فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَلـيْسَ عَـار
فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَـيْنِ حُــــرَّا