- روى عمرو بن مَعْدِيكَرِب(1) أنه خرج يوماً حتى انتهى إلى حي, فإذا بفرس مشدود ورمح مركوز, وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته, قال: فقلت له:
خذْ حذرك فإني قاتلك.
قال: ومن أنت؟
قلت: عمرو بن مَعْدِيكَرِب.
قال: يا أبا ثور, ما أنصفتني. أنت على ظهر فرسك وأنا في بئر, فأعطني عهداً أنك لا تقتلني حتى
أركب فرسي وآخذ حذري.
فأعطيته عهداً أن لا أقتله حتى يركب فرسه ويأخذ حذره, فخرج من الموضع الذي كان فيه حتى احتبى
بسيفه وجلس.
فقلت له: ما هذا؟
قال: ما أنا براكب فرسي ولا مقاتلك, فإن كنت نكثت عهداً, فأنت أعلم.
فتركته ومضيت, فهذا أحْيَل من رأيت.


(1)عمرو بن مَعْدِيكَرب الزبيدي, فارس اليمن وصاحب الغارات المشهور, وفد على المدينة سنة9 في عشرة من بني زَبيد فأسلم وأسلموا وعادوا . ولما تُوفي النبي صلى الله عليه وسلم
ارتدّ ثم رجع إلى الإسلام, فبعثه أبو بكر إلى الشام فشهد اليرموك وذهبت فيها إحدى عينيه. وبعثه عمر إلى العراق فشهد القادسية, يُكنى أبا ثور, وأخبار شجاعته كثيرة. توفي سنة 21, ويقال: مات عطشاً يوم القادسية.


المصدر:
كتاب الأذكياء ص 93