نبذة عن العروض الرقمي


أركّز في عرضي هذا على كيفيّة تمثيل بحور الشعر رقميّا و التي ترتبط بالرقمي الذي هو لغة الكمبيوتر.. و بالتالي كان الرقمي هو الأيسر في برمجة العروض الرقمي .

يقوم الرقمي على مبدأ إعطاء كلّ بحر وزن يميّزه عن سواه من بحور الشعر..
كما سأعرض مثال على ذلك.. و الذي سنخرج منه.. أنّ لكلّ بحر أرقام معيّنه تسير في سلسلة ثابته تمثّل الأوزان التي قد يكون عليها البحر مع الأخذ بالإعتبار أنّ لكلّ بحر ليس وزن واحد بل عدّة أوزان و أنّ هناك بحور مشتقّة من البحور الأصليّة ..
كمثال البحر الكامل الذي يحتوي تقريباً على تسعة أوزان لبحره..

مثال هذا البيت من البحر الكامل:
حلّق كَنُورِ البدرِ دهراً ماضياً ***و اترك شعاعَ الشمسِ يأتي بالأمــلْ
4 3 4 3 4 3***4 3 4 3 4 3
4 3 4 3 4 3***4 3 4 3 4 2
4 3 4 3 4 3***4 3 4 3 4

4 3 4 3 ((4)***4 3 4 3 ((4)
4 3 4 3 ((4)***4 3 4 3 4

4 3 4 3 ***4 3 4 3
4 3 4 3 ***4 3 4 3 2
4 3 4 3 ***4 3 4 3 ه
4 3 4 3 *** 4 3 4 2


مما يعني أنّ هنالك أرقام تمثّل كلّ بحر.. و بالتالي هنالك قدرة على برمجة هذه البحور ..
و السؤال الذي يطرح ذاته هو ..
ما معنى هذه الأرقام ؟
يقوم مبدأ الرقمي على اعتبار الساكن و المتحرّك
بحيث.. أيّ حرف متحرّك.. نقوم بإعطائه الرقم 1
و أيّ حرف ساكن يُعطى الحرف ه
مثال على ذلك:
(بعضُ الهوى حلوٌ.. بقبرٍ مُنْتَهٍ *** و البعضُ مُرٌّ يحتوي كأس الخلودْ)
(مُنْتَهٍ) يتم تقسمها كالتالي
مُ=1
نْ=ه
تَ=1
هِ=1
نْ=ه

ثمّ يُعطي أيّ حرف متحرّك يتبعه ساكن الرقم =2
كما في (منتهٍ)... مُنْ
(مُ=1 + نْ=ه )= 1ه=2

و نُعطي أيّ حرفين متحرّكين متبوعين بساكن =3
أو أي 1 متبوع ب 2 =1 2 = 3
كما في منتهٍ
تهٍ
(تَ=1+هِ=1 +نْ=ه)=1 1 ه = 1 2 = 3
فتكوت مُنْتَهٍ
من=2
تهٍ=3
مُنْتَهٍ=2 3

1 _2 _3 هي الأرقام الأساسية المتّبعة في الرقمي و تخرج بقيّة الأرقام مشتقّة منها..و هي التالي
4=2+2
6=2+2+2
و هي الأرقام المستخدمة في العروض الرقمي..
1_2_3_4_6
إمّا زوجيّة و تسمى أسباب
أو فردية و تسمّى أوتاد
و كلّ منها كما نرى يمثّل حرف أو سلسلة أحرف متتالية..
مما يعني لنا كمبرمجين أو مهتمّين بالبرمجة أننا هنا نبني البرامج على مستوى الحرف الواحد..

و هكذا في كلّ البحور تمثّل الأوزان الشعريّة بأرقام تمثّل احتمالاتها..
و لهذا كان العروض الرقمي هو بنظري أفضل من العروض التفعيلي في ربط العروض بالبرمجة..
و العروض الرقمي عالم واسع و علم كبير يحتاج دراسة و دراية فيه لفهمه.. إلاّ أنّ الهدف من المقال هنا هو ربطه بالبرمجة و بذلك أكتفي بعرض أوزان البحور دون الشرح و الخوض في الكثير.