أخي واستاذي الكريم

أنقل لك من كتاب ( العيون الغامزة على خبايا االرامزة )

أتمنى أن تجد فيه بعض إجابات على أسئلتك. وقول أستاذي د. خلوف : "ليس لنون النسوة حكمٌ خاص بها، فمثلها مثل بقية النونات.. " أنها كبقية النونات ( عدا نوني التوكيد الخقيقة والتنوين )


قال ابن جنى: وأحوطُ ما يقال في حرف الرويّ أن جميع حروف المعجم تكون رويا إلا الألف ‏والياء والواو الزائدة في أواخر الكلم غيرَ مبنيّات فيها بناء الأصول، نحو ألف ((الجرعا))، وياء ‏‏((الأيامى))، وواو ((الخيامو))، وإلا هائي التأنيث والإضمار إذا تحرك ما قبلهما، نحو ((طلحَه)) ‏‏((وضربه))، وكذلك الهاءُ التي تُتَبين بها الحركة نحو ((ارمهْ)) ((واغزه)) و ((فيمه)) ((ولمه))، ‏وكذلك التنوين اللاحق آخر الكلم للصّرف كان أو لغيره، نحو زيد ((أوصهٍ)) و ((غاقٍ)) و ‏‏((يومئذٍ))، وقوله:

أقلي اللوم عاذلَ والعتابَنْ
وقول الآخر:
دانيت أروى والديون تُقضنْ
وقول الآخر:
يحسبه الجاهل مالم يَعْلَمَنْ
وقول الأعشى:
ولا تعبد الشيطان والله فاعبدَنْ
وقول عمر بن أبي ربيعة:
وقمَيْرٍ بدا ابنَ خمسٍ وعشرين له قالت الفتاتان قُومَنْ
وقول عبد الله بن الحرّ:
متى تأتنا تُلمم بنا في ديارنا تجدْ حطباً جزلاً جزلاً وناراً تأججنْ


وكذلك الألفات التي تبْدُلُ من هذه النونات نحو قوله:
يحسبه الجاهلُ ما لم يعلما ‏

وقوله :

ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا


وكذلك الهمزة التي يبدلها قوم من الألف في الوقف، نحو: رأيت رجلأ وهذه حُبْلأ، ويريد أن ‏يضربهأ، وكذلك الألف والياء والواو اللواتي يلحقن الضمير نحو: رأيتها، ومررت بهي، وهذا ‏غلامهو، ورأيتهما، ومررت بهمي، وكلمتهمو. فإذا جاءك بيتٌ فانظر إلى آخر حرفٍ منه، فإن كلن ‏واحداً منها فتجاوزه إلى الذي قبله، فإن لم يكن واحداً منها فاجعله رويا، وإن كان واحداً منها فَتَعَدَّهُ ‏إلى ما قبله، فإنه لا بد أن يكون روياً، وذلك أنه لا يمكن أن يلحق بعد حرف الروي أكثر من ‏حرفين الأول هاء الوصل والآخر خروج.

وأنقل لك كذلك منه ما يفيد بأن نون أبياتك هي الروي كنون نونية ابن زيدون :

ثم الرويُّ لا يخلو إما أن يكون متحركاً أو ساكناً، فإن كان متحركاً فحركته تُسمى بالمجرى سواء ‏كانت فتحة كحركة النون من قوله:
ألا هُبى بصحنك فاصبحينا

أو ضمةً كحركة الميم من قوله:
سُقيت الغيثَ أيتها الخيامُ

أو كسرة كحركة الباء من قوله:
كليني لهمٍ يا أميمة ناصبٍ



فلو قلت في ابياتك :

غيث هـــمى قطره زخاً بوادينا .... مُـــزْناً بـماء طــــــــهور فيه يـــحيـــينا
نبع طهور جرى يحيي راوفده .... روى قفار الثرى أحيا صحارينا
ورد وزهر نـما يختال من ألق .... أليس في ذاك إعجاز لــِـهادينا؟
رحيق مسك سرت روحاً مباخره ... والناس من شمّه عطرًا سيشفونا


لم يكن خطأ فالواو والياء تتبادلان في الردف وإن كانت بعض القصائد تلتزم الياء فمن باب لزوم ما لا يلزم.



والله تعالى يرعاك.