-ذهب النحاة عامة إلى أن تاء التأنيث الساكنة حرف وليست اسمًا، وذهب بعضهم إلى أنها اسم كالتاء المتحركة.
وقد ذهب إلى هذا الرأي قسم من المحدثين فقالوا إنها شبيهة بتاء الفاعل،وذلك أنّ التاء المتحركة تكون للمتكلم، أو للخطاب والتاء الساكنة الغائبة .
ثم إنها تقابل نون النسوة فإنّ التاء هذه للإفراد ونون النسوة للجمع ولما كانت نون النسوة اسمًا ،كانت التاء كذلك، لأنها مفردها كالتاء المضمومة و(نا) ضمير المتكلمين، فإن (نا) اسم، ومفرده وهو التاء المضمومة اسم أيضًا ،فلماذا لا تكون التاء الساكنة اسمًا؟
ومن أظهر ما يرد هذا القول، أنك نبعد هذه التاء بالفاعل ظاهرًا فتقول:ذهبتْ ليلى وخرجت سعاد،في حين لا يصحّ ذلك مع بقية الضمائر،فلا يؤتى بالفاعل بعد التاء المتحركة،ولا بعد نون النسوة فلا يقال (ذهبتُ محمد) على أن محمدًا فاعل،ولا (ذهبن الهندات) على أنّ الهندات فاعل،في اللغة المشهورة،فاحتلف الامر بين هذه التاء والتاء المتحركة,
جاء في شرح(ابن يعيش) والتاء مؤذنة بأنّ الفعل لمؤنث والذي يدلّ أنها ليست اسمًا ،أشياء منها :أنّك تقول (هند ضربت جاريتُها) فترفع الجارية بأنها فاعلة،ولو كانت التاء اسمًا لم يجز رفع الاسم الظاهر،لأن الفعل لا يرفع فاعلين أحدهما مضمر والآخر ظاهر.
ومنها أنّها لو كانت اسمًا ،لكنت إذا قلت (قامت هند) قدمت المضمر على المضهر وذلك لا يجوز.
ومنها أنّك تقول في التثنية (قامتا) فتجمع بين التاء وضمير التثنية،فيلزم من ذلك أن يكون الفعل خبرًا عن ثلاثة من غير اشتراك"
وأمّا الشبهة القائلة بأن نون النسوة جمع لتاء التأنيث الساكنة،فهي وهم، فإن نون النسوة ليست جمعًا لتاءالتأنيث.
-فتاء التانيث تستعمل للمفرد والمثنى والجمع بنوعيه ،والمؤنث في حين لا تستعمل نون النسوة إلا في لجماعة الإناث.
ولو كانت النون جمعًا لتاء الثأنيث لجمعنا قولنا (حضرت الأم) بقولنا (حضرن الأمهات)وهذا باطل غير صحيح .
فدلّ ذلك على رجحان رأي النحاة في هذا القول .والله أعلم.
معاني النحو..