النتائج 1 إلى 30 من 450

الموضوع: درر ضياء الدين الجماس

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #35
    {{د. ضياء الدين الجماس}} غير متواجد حالياً مُجاز في العروض الرقمي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    2,065
    بسم الله الرحمن الرحيم
    في جَنَّةِ العَرَبِ
    د. ضياء الدين الجماس


    نَهْرٌ جَرى عَسَلاً في جَنَّةِ العَرَبِ = يسقي الأنامَ رحيقَ الشِّعرِ والأدَبِ

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صافٍ بـِمِنْبَعِهِ يجري بلا كَدَرٍ = في رشْفِهِ مُتْعَةٌ تشفي مِنَ السَّغَبِ
    لبُّ الحشا يرتوي مِنْ طيبِ زَمْزَمِهِ = في مائهِ بَلْسمُ الشافي لـِمُكْتَئبِ
    مَذَاقُهُ مُنْعشٌ والمِسْكُ طيَّبَهُ = يصحو العليلُ به لو غابَ في الوصَبِ
    في كفّهِ بَسْطةٌ والله آزرَهُ = شَطْءُ الحروف نما منْ فيضهِ العَذِبِ
    خيرُ اللغاتِ هَمَتْ بالحقِّ تعربُهُ = تجري كنهرٍ منَ الياقوتِ مُنْسَكِبِ
    منْ فَيْضِ مكنونِها ثَرَّتْ جواهرَها = تَمُدُّ عاشقها منْ بحرها الرَّحِبِ
    والشعرَ تغزلُه غزلاً بمغزلِـها = مثلَ الحريرِ لميس اللَّمْسِ والشَّبَبِ
    كمْ حاسدٍ في الورى من حقْدِهمْ نقَموا = والغلُّ بركانهم يغلي منَ اللَّهبِ
    راغوا بشوكتِهمْ يَبْغونَها عِوَجاً = عادوا -بلا ظَفَرٍ- بالشَّوْكِ والغضَبِ
    في مَجْمَع الحُكَما صاحَ النذيرُ هَيَا = أنْ طهِّروا روضكم مِنْ شَرِّ مُنْقَلَبِ
    إنَّ العِدا قد غزَوْا بالشوك روضتَنا = فاستلَّ شائكَها منقاشُ مُنْتَسبِ
    عادَتْ فراديسُها بسَّامةً رغداً = والوردُ في غُصْنِها غَنَّى مِنَ الطَّرَبِ
    والزهرُ في بهْجَةٍ للناسِ تَنْثُرُهُ = والماءُ مُنْبَجِسٌ في روْضةِ النُّخَبِ
    طابَتْ قصائدُها والصَّبُّ يَعْرِفُها= تذيقُ سامعَها شهداً مع الرُّطبِ
    ألحانُها دَنْدَنَتْ في الأذْنِ ساحرةً = منها البسيطُ كَنَبْعِ الماءِ في صَبَبٍ
    عَيْنُ القلوبِ صَبَتْ بالحرفِ مُعْجَبةً = والأذْنُ في خِدْرِها والعينُ في الوَقَبِ
    والغَيْثُ يـَحْمِلُها قَطْراً ليُمْطِرَها = تسقي العطاشَ بماءِ الوَردِ والقصَبِ
    أمّا حلاوتُها فالشّهدُ شاهدُها = والثغرُ يجري بها من معْسِلِ العِنَبِ
    كالبرقِ ومضتُها تبدو لناظرها = نوراً يلألئُ في الآفاقِ والسُّحُبِ
    أنْعِمْ بناطقِها منْ صاغَها حِكَماً = حلَّتْ مراتبُهُ في ذروةِ النُّجُبِ
    كغادةٍ بَسَقَتْ في الطُّهْرِ منبتها = أخلاقها انغرسَتْ في ترْبِها الخَصِبِ
    والجيدُ منها ارتدى طوقاً يزيّنُها = كأنَّهُ شُعْلَةٌ في موكبِ الشُّهُبِ
    من طِيبِ مَعْشَرِها ذابَ الرجالُ بها = تخـتارُ أفصحَهُم من أفضل النَّسَبِ
    في رحمها مُضَغةٌ عاشتْ مُخَلَّقَةً = نِعْمَ الجنين نما في روضها الرَّطبِ
    لَمَّا بدا حَمْلُها في الخلقِ مكتملاً = تَمَّ المَخاضُ بتَيْسيرٍ بلا كُرَبٍ
    فأنْجَبَتْ ولداً كالنَّجْمِ طلعتُهُ = ذاك "الموحَّدُ" أنوارٌ لذي الإرَبِ
    في الطبِّ يرفعُ أستاراً ليكشفَها = ويُدخلَ النورَ دفاقاً بلا حُجُبِ
    من قبلهِ ولدَتْ تترى توائمُها = لما تراهم تمورُ العينُ من عَجَبِ
    منها "الوسيطُ" ومنها "التاجُ" كلَّلَها = "أُسُّ البلاغة" حاذى " مِقْوَل العرب"
    أمُّ الأصالةِ في القرآن نقرؤها = شمسُ الحقيقةِ لا تخفى ولم تغبِ
    حيكتْ بها قصَصٌ في روعة حُبكتْ = طاب الحديث بها في أصدق الكتُبِ
    في الحَرْبِ فارسَةٌ تُصلي العدوَّ لظى= ترمي بأسهُمها ناراً مع الحَصَبِ
    في السِّلْمِ بردٌ وأذكارٌ بها ارتفعت = إلى السماء فتمحو ذنبَ مُرتكب
    واختارَها الله كي تبقى بـِمُصْحَفِهِ = أضْحَتْ بروضتِهِ مشهودَةَ الحَسَبِ
    منْ سُنْدُسٍ أخضرٍ واستبرقٍ كُسِيتْ =خيطَتْ بطائنها من خالصِ الذَّهَبِ
    آياتُه أعْجزتْ عُرْباً بها نَطَقُوا = منْ لاذَ في حِصْنِها يسلمْ من الرّهَب
    للمصْطفى نزَلَتْ من فوقِ سابعةٍ = يجري اللسانُ بها في أرْوَعِ الخُطَبِ
    أهلُ الجنانِ بها يروون ما شهدوا= حَمْداً لبارئهم طوبى لـِمُحْتَسبِ
    الله أنطقَ محموداً بأحرفها = إمامَ منْ أرسلوا بدْرًا كخيرِ نَـبـي

    =====
    السَّغَب : شدة الجوع والعطش مع الإنهاك والتعب.
    زمْزمِه : إشارة لماء زمزم الذي يشفي على نية شربه.
    بَلْسَم : الدواء الشافي.
    راغوا : ناوروا خداعاً
    الوَقَب : محجر العين الذي تستقر فيه.
    انبَجَسَت: انفجرت وتدفقت.
    المُوَحد : إشارة إلى المعجم الطبي الموحد
    تترى : تتتالى يتلو بعضها بعضاً
    الوسيط : إشارة للمعجم الوسيط تحقيق مجمع اللغو العربية
    تاج : إشارة إلى المعاجم التي تبدأ بهذا الاسم كتاج العروس للزبيدي وتاج الصحاح للجوهري
    "أسّ البلاغة" : إشارة إلى معجم "أساس البلاغة" للزمخشري
    "مِقْوَلُ العرب" إشارة إلى معجم لسان العرب لابن منظور
    الحصَب : الحصى والحجارة ووقود النيران.
    السندس والاستبرق: من أردية وديباج أهل الجنة .
    التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 04-27-2017 الساعة 09:42 AM
    واتقوا الله ويعلمكم الله
    والله بكل شيء عليم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط