بسم الله الرحمن الرحيم
يكيلُ ليَ السَّفيهُ
(داءُ الكلاب)
د. ضياء الدين الحماس
يكيلُ ليَ السَّفيهُ منَ السّبابِ = وما بعدَ السّفاهة من يبابٍ
ويقذفُ نارَهُ دونَ اكتراثٍ = وينفثها كلهْب كالشهابِ
وقد أفشى برائحة صُنانٍ = لما قد فاحَ من نَتَن الخطابِ
ويجرحني بِنابٍ فيه سُمٌّ = لعلَّ يبيدني داءُ الكلابِ
أداوي جُرحَهُ بالطّيبِ دوماً = ولو جَرَحَ الجوى نابُ الذِّئابِ
إنائي ليس فيه سوى عطور= تفوح شذيّةً من كلِّ بابٍ
وأمزجه بمِسْكٍ فيه طيبٌ = ولا ينداهُ شيءٌ من عتابٍ
أردُّ له سلاماً بابتسامي= أخاطبه كخلٍّ منْ صحابي
لعلَّ الودَّ يجعله بصيراً = يُـميِّزُ فيه حقاً من سرابٍ
وتلكَ وصيةُ الرَّحمن فينا = ودَرْءُ سفاهةٍ عينُ الصّوابِ
أن امشوا باتئادٍ في وقارٍ = على الأرَضين سيروا كالسّحابِ
سلامَ الودِّ ألقوا بابتسامٍ = يفوحُ بطيبكم زهرُ الشبابِ
وأخلاقُ الرسول لقاحُ داءٍ = تقي من شرِّه ومنَ العذابِ
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
بسم الله الرحمن الرحيم==================
حبّةُ الضغطِ النَّحيلةْ
د. ضياء الدين الجماس
يشتكي منْ حبَّة الضغط النحيلة = لم يعدْ صبَّاً ولا يروي غليله
قال قولاً هالني فالتاع قلبي = "سلبتني حبة الضغط الفحولة"
حزَّت الشكوى بقلبي دامياتٍ= "خذلاتني وأنا شيخ القبيلة"
"كنت من قبل لقاها مستبداً" = " وأنا الآن هزالٌ دون حيلة"
قلت يا خِلِّي تمهل في الشكاوى = إنني في الطب أهديك الفضيلة
كنْ صبوراً إن حبَّ الضغط واقٍ= من نزوفٍ في الشرايين العليلة
داء ضغط قد يشج العرق نزفاً= أو يشلّ المخَّ يرديك الخميلة
أو يسدُّ القلب عرقاً في احتشاء = ميتةٌ في فجأةٍ ترميكَ غيلة
فاحفظ الميثاق واستعمل دواءً = واسأل الآسي بديلاً للأصيلة
منه نوع يحفظ المحراث صلباً= تبقَ في حرثٍ دؤوبٍ للحليلة
تنبت النخلات في أرض البوادي = وتراها في السما تبدو جليلة
"حاصرُ الكلسِ" الذي يبقى أميناً = مثله "الأيسُ" اتزاناً أو مثيله
لا تَرُمْ ملحاً ولا دهناً ثقيلاً= والزم الودَّ اشتياقاً للخليلة
قيل في ثومٍ كريهٍ طبُّ ضغطٍ= واصبرنْ في بضع أيام قليلة
ربما في الصبر تزداد اشتعالا = كي يثور الخلُّ في الحضنِ الجميلة
حاصر الكلس = أي دواء خافض للضغط من زمرة حاصرات الكالسيوم
الأيس = أي دواء خافض للضغط من زمرة مثبطات الأنزيم الذي يقلب الأنجيوتنسين 1 إلى 2 .
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 08-31-2015 الساعة 04:56 PM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
بسم الله الرحمن الرحيم
وفاء أم حياء ؟ (قصة شعرية)
د. ضياء الدين الجماس
غابَ الحبيبُ وغابتِ الأخبارُ = والقلبُ ينتظر اللقا والدَّارُ
والنخلةُ الشّقراءُ تنتظر الندى= كي ترتوي من مائه الأثمارُ
وفسيلتان لها ترفرف في السما = وتشعُّ حول ربوعها الأنوارُ
غابَ الحبيبُ وعمرُها عشرون عا= ما تزدهي من نورها الأقمارُ
خيرُ الشباب يؤمُّها فتصدهم = والسرُّ أنَّ وفاءها هدَّارُ
ولأجل نفحات الحبيب تحصنتْ = فنمت على أغصانها الأزهارُ
واستسقت الرحمنَ ترجو حفظه = فحماهم الجَبَّارُ والسّتَّار
طال الغياب وقد ذوى منها الهوى = ورواؤها الصلواتُ والأذكارُ
ومضى الربيع بزهوه وزهوره = وأتى الخريف تحفُّهُ الأخطارُ
ورأت مناماً أنها كحمامة = فوق الجبال ودونها الأطيارُ
غابت عن الأنظار تروي قصةً = مأثورةً ذُهِلَتْ بها الأبصارُ
هي "هاجرُ السرَّاج" نَجْمُة قصتي =كالبدرِ في غَسقِ السماء منارُ
وكأنها من "أمِّ هانئ" فلذةً = نِعْمَ النساءُ طهورةٌ وفخارُ
========
القصة النثرية على الرابط http://www.rabitat-alwaha.net/moltaq...ad.php?t=71692
هاجر السراج (جدتي لأم )، فاضلة عفيفة تقية من نوادر النساء في الصلاح والخصال الحميدة، وفي القصيدة شبهتها بأم هانئ .
أم هانئ بنت أبي طالب التي خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم فاغتذرت على أنها أم صبية. وقد مدحها النبي على حنوها ونزلت بسبب ذلك آيات حكيمة.
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 11-06-2015 الساعة 09:04 AM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
إليكم نموذج القصة الشعرية السابقة (وفاء أم حياء ) ، بنموذج شعر التفعيلة الحر:
وفاء أم حياء
د. ضياء الدين الجماس
غاب الحبيب وسيفه ولسانه الهدار
ترك الصبيَّة نخلةً بفسيلها
يبغي الجنان وحورها تؤويه نعم الدار
لكنَّ نخلته هنا قد أحجمت إلا هُ أو
تنمو الفسائل باسقات في العلا
يرعاهما الجبار والستار
مر الربيع تلاه صيف ساخن
وأتى الخريف تحفه الأخطار
فرأت مناماً أنها كحمامة فوق الجبال
وتحتها الأطيار
من بعدها غابت عن الأنظار
تطفئ نورها الأقدار
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 11-06-2015 الساعة 09:08 AM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
المفضلات