بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلال سورة الرحمن
د. ضياء الدين الجماس
أنظرْ بقلبكَ واستمعْ لبياني = فلقدْ أنِسْتُ بسورةِ الرّحمنِ
فَتَحَتْ بصائرَ مُهجتي أنوارُها = ورأيتُها كنزاً من الرّحمنِ
ليمُدَّني دُرراً بأنوار الهدى = ويشدّني شدّاً إلى القرآنِ
ببَصيرةِ القلب الحكيم نظرتُها = فطفِقْتُ في بحرٍ منَ العرفانِ
فالشمسُ تجري في الحساب مسارُها= والنجمُ يسجدُ في دجى الحُسبانِ
والبدرُ يرصدُ في الظلام هلالَه = يجري على نسقٍ مع الخلانِ
وسماؤنا رُفعتْ بلا عَمَدٍ يُرى = والأرضُ قد وُضعتْ مع الميزانِ
وبها البحارُ تلاطمتْ أمواجها = مَلِحً وحلْوٌ بينها بحران
(لا يبغيان) على حدود مياهم = بل يقذفان لآلئ المرجان
وبها (الجواري المنشآت) سريعة = قد أنشئت لتطوفَ بالإنسان
وكأنها الأعلامُ في أفُقِ السما = فتشقها شقاً بطرف ثوان
إنسٌ وجنٌّ للرحيم تنكروا = بئسَ العبيدُ مطيّة الشيطانِ
أوَليس من طينٍ ونارٍ أصلهم ؟ = بئس العبيد تعيش كالعميانِ
أوليس من عَدَمٍ سلالة جدّهمْ؟ = بئس العبيدُ مهانةُ الطغيانِ
أوليس من غيث الحميد سقاؤهم ؟ = بئس العبيدُ بغفلة النسيانِ
(فبأيِّ آلاء) المجيدِ تنكّروا = سينالهم سَخَطٌ وذلُّ هوانِ
قد قالها ربُّ العبادِ مُحَذِّراً = كلَّ الأنام وطغمةَ العصيانِ
(يا معشر الجنِّ) الذين تمردوا = والإنسِ لنْ تتجاوزوا بنياني
فسترسلُ النيران فوق رؤوسهم = وسيرجعون بذلَّة الخذلان
دنيا ستفنى والبقاء لماجدٍ = ويعيدها حتماً بكلّ أمانِ
وسيسأل الظُّلَّام ما جاؤوا به = وحسابهم يجري به ذو الشان
هذي جهنَّمُ سُعِّرَتْ دركاتها = يُسقون فيها من (حَميمٍ آنِ)
ولمن يخافُ سعيرَ يومٍ ساجداً = سيُرى (على فُرُشٍ) مِنَ الرضوانِ
في جنَّتين وحورها مقصورةٌ = ما مسَّهنَّ من الورى والجانِ
وشرابها عسلٌ يفوحُ بشهدهِ = ذاك المقامُ هديةُ الإحسان
نِعْمَ الكتابُ تراصفت آياته = تحمي البريّة من لظى النيران
فإذا قرأت حروفها مُتدبّراً = فسترتقي بمعارج الإيمان
وترى الجواهرَ في السطور تألقت = (فبأيِّ آلاء)الكتاب مثانِ
فتبارك الرحمنُ جلَّ ثناؤه = سبحانَ ربي بارئ الأكوانِ
والحمد لله رب العالمين
التعديل الأخير تم بواسطة {{د. ضياء الدين الجماس}} ; 12-07-2016 الساعة 03:08 AM
واتقوا الله ويعلمكم الله
والله بكل شيء عليم
المفضلات