بسم الله الرحمن الرحيم
أهزوجة الأركان

(رضيتَ الأمر يا عبدي؟)
د.ضياء الدين الجماس

جرى دمعي من الوجدِ ... كأنـهار على خدِّي
لظى البركان أجلاها ... من الأعماق منْ ودِّي
كموج البحر جراراً ... كما لو كان في المدِّ
سمعتُ الأمر في قلبي .... من الجبار للعبدِ
أنا المحبوب طاوعني ...وكن في همّة الجند
وفكِّرْ فكْرَ مشتاقٍ... وكُلْ من لقمة الكدِّ
بعقلٍ راجحٍ أبصرْ... تشاهدْ أنني وحدي
وصلِّ الفرض توقيتاً...وزدْ ذكراً عن الحـدِّ
وصمْ لي مُـخلصاً شهري...وأحيي الليلَ بالوِرْد
فنُورُ الصوم برَّاقٌ ...بدا في الوجه والقدِّ
وخاصم نوم مكار ... وأبعد رقدة المهدِ
وقم ليلاً ولا تغفلْ... وإن أُضنيت بالسّهْدِ
وزكِّ المال من طهرٍ... وإنفاقٍ بلا صدِّ
وحُجّ البيت مشكوراً ... إذا ما كنت من جندي
لمن يسطيع من مالٍ.... ومن يسطيع من جهدٍ
وكن للعلم مفتاحاً.... وبالأنوار تستهدي
وكن لي دائماً عبداً ... تطيع الأمر كالطود
رضيتَ الأمر يا عبدي ... بما أُخفي وما أُبدي؟

-----
"نعم" يا صاحب الودِّ ... "نعم" يا واجد الـمجد
رضيتُ الأمر مختاراً.... وأنت العينُ من قصدي
وصار الله مطلوبي... كــوترٍ واحــدٍ فـــردٍ
رحيماً ما لكاً لبي .... حبيبي في نوى وجدي
علومي عزُّ توحيدي... مزجتُ القولَ بالشهْدِ
صلاتي بالتقى فرض... وصومُ الصدق من جدِّي
صيامي الشهر تـمجيد .... لـمن للنصح مَنْ يسدي
تراويـحي مع الوتر... تسابيحي له أهدي
زكاةُ المالِ من ذخري... سأعطيها لـمن تـجدي
وحَجُّ البيت مشكور .... إذا ما ازدان بالزهد
حَجَجْتُ البيت مشتاقاً ... يفورُ الحبُّ في كبْدي
رأيت الناس في طَوْفٍ... وللرَّحـْمات تستجدي
فكنتَ الماجدَ الهادي ... تـهيل الجودَ باليدِّ
فياربي لك العُتبى ... بلا حصرٍ ولا عدِّ
تقبلْني وكاشفْني ...قبيل القبض واللحد
بوجهٍ باسمٍ طلْق...بلا حَجْبٍ ولا سدِّ
فلن أرتاح في لحدي ...إذا لم يكتملْ سعدي

والحمد لله رب العالمين