بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلال سورة الكهف
ذو القرنين
د. ضياء الدين الجماس


سَأَلُوا عنِ الرّوحِ التي تُحيي البشَرْ = والروحُ مِنْ عِلْمِ الإلهِ بما أمَرْ
وعنِ الذي مَلَكَ الأراضيَ غازياً = بين المشارق والمغارب ما فَتَرْ
وأقام حُكمًا عادلاً بربوعها = وحَمى الضعافَ عنِ المهالكِ والخَطَرْ
أوليس ذو القرنين جوّابَ الرُّبى = تاريخُهُ نَضِرٌ بحرفٍ مُسْتَطَرْ
تبعَ الحوادثَ مُبْصراً أسبابَها = جعل العلومَ جَليَّةً في المُختَبرْ
لَمَّا أتى بين السدود رأى بها = قومًا بلا فقهٍ لقولٍ أو نظرْ
هم قوم يأجوج الذي فتَنَ الورى = في فتنةٍ ما لا على قلبٍ خَطَرْ
فاستنصروه على خراجٍ ثابتٍ = يبني لهم سداً حصيناً مُعْتَبرْ
قال اجمعوا زُبَرَ الحديدِ وأفرغوا = قِطْراً عليه مزيجها لا يُـحتَفَرْ
قال انفخوا بالكير ناراً تصطلي = فأحالها سداً منيعًا في المَقَرْ
لن يستطيعوا ثقبه أو يعبروا = من فوقه، عَجْزًا فما أحدٌ عبرْ
يأجوجُ معْ مأجوجَ غابَ أوارُهم= رُدمُوا ببطن الأرض قد صَدَقَ الخبَرْ
حُجِبَ الفسادُ عنِ البريَّةِ حِقْبَةً = والله أمهلهم ليوم منتَظَرْ
سيصدَّعُ السدُّ المنيعُ بثغرةٍ = حتى إذا فتحت تهاوى واندثرْ
وسينسلون بكل حدبٍ همُّهم = إرهاق من كفروا ويا هول القدرْ
هل تنظرون صدى النفير بنفخةٍ = فيقومَ خلقٌ للحساب منَ الحُفَرْ
وسينصبُ الميزانُ عدلاً مقسطًا =ويفوز بالجناتِ من غضَّ البَصَرْ
والمجرمون إلى الجحيم مساقهم = تالله قد وُعِدوا بـمَسٍّ من سَقَرْ