شهادة في العيادة

ألماً كُرْهاً وبإذعان.... زرت طبيباً للأسنانِ

ينظر بفمي في حنكته...وبكل دهاء ناجاني

ثم توارى في عدَّتــه...ينثر أكعاباً بصوانٍ

صاح جهاز الحفر يدوي ...في صوت عالٍ طنَّان

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

شيء يجري ذاك غريبٌ ... بصري وفمي مشدوهان

من رعب بات يهددني ... قلبي يركض كالحِمْلان

كجناحٍ رفرف في عجل ... وفمي عَبِـــق كالظربان

منقارٌ كالصقر رهيب... أدخله ينقُــر أسناني

أخبرني ذا النخرُ عفون ... والقلع سريع النسيان

أقلعُه في الحال سريعاً ... أنبذُ من جذر عفنان

حقنة بنج تقمع ألـماً... أصبح وجهي كالخدران

جاهد ضرسي يرفض قلعاً ...ضحَّى بدمي كالشجعان

والنزف غزير يدفعه...ثـــمناً في صدِّ العدوان

مات شهيداً بكرامته....حباً في أرض الأوطان

في قبر ألقاه بحقد...يحقرُه وبلا أكفان

ترك فراغاً ما أبشعه ...وفمي يرثيه بـخذلان

وبكته حروفي في جزع... بلسان ثــمل سكران

قال طبيبي ما أفظعه... قاومني بل هز كياني

والصبر جميل في طبي .. قمْتُ بجهدي وبإمكاني

ثمِّنْ جهدي وادفع نقداً.... فالأجر بقسطٍ ضعفان

قمت بدفعٍ حال خروجي ... ما أكرم ربي عافاني

أجر وعافية والأجر أجران