القصائد التي أجريت إحصاء الحروف عليها:

بردة البوصيري
محمد سيد الكونين والثقليـ ... ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ .... أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته .... لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به .... مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ .... ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ ..... غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم .... من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي تم معناه وصورته .... ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه .... فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهم..... واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف .... وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له .... حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم

بشرى النبوة للبردوني

بشرى من الغيب ألقت في فم الغار... وحيا و أفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوّة طافت كالشذى سحرا... و أعلنت في الربى ميلاد أنوار
و شقّت الصمت و الأنسام تحملها ....تحت السكينه من دار إلى دار
و هدهدت " مكّة " الوسنى أناملها... و هزّت الفجر إيذانا بإسفار
فأقبل الفجر من خلف التلال و في.... عينيه أسرار عشاق و سمار
كأنّ فيض السنى في كلّ رابية.... موج و في كلّ سفح جدول جاري
تدافع الفجر في الدنيا يزفّ إلى.... تاريخها فجر أجيال و أدهار
واستقبلت طفلا في تبسّمه... آيات بشرى و إيماءات إنذار
و شبّ طفل الهدى المنشود متّزرا... بالحقّ متّشحا بالنور و النار
في كفّه شعلة تهدي و في فمه.... بشرى و في عينه إصرار أقدار

هدير حبي يا جماله
لقد ذقت الهوى وعشقت حالَهْ ... وقَـطَّـع مهجتي يبغي وصَالَهْ
وإنّي في الهوى مجنون ليلى ...ونعم هديرُ حُبـي يا جـمالَهْ
وقلبــــــي في هواه بدا غريقاً...ويــــحيا هائماً والعشقُ نـــــــــالَــــهْ
وكيف يــــموت من يهوى بديعاً ... بصدقٍ مـخبتاً ، تلك استحالَهْ
إلهي روح قلبــــي أنت حبــــي ... لسانـي في الهوى ذَلِـــــقٌ مقالهْ
لقد أرسلتَ يا روحي حبيباً ...وقد حملته تلك الرسالَهْ
وليس كمثله أحد عروجاً .. دنا مـــــــتدلياً يبــــــغي مآلَهْ
فجاب بروحه في كل كون ...وصالَ ســـماءها حباً فطالَهْ
وقلبي في الحشى يدميه عشقٌ ... سرى، هو يقصد الهادي وآلَهْ
على خير الورى يا رب سلم....سلاماً وانظرن قلبي وحالَهْ

رسالة في حب الله ورسوله
بانَ الحَبِيبُ وخَفـْقُ القَلْبِ حاديهِ ...نِعْمَ الشَّـفيعُ الذي جادتْ مآتيـهِ
لُقْيَاهُ كالنور ما أحلى بشاشَـتَهُ ...والعَـينُ كَحْلى وما أحْلى مآقيـهِ
كم زارَ رُوحي ويلقـاني بِطَلْعَـتِهِ ...أنسى الوجودَ ولا أنسى مَلاقـيهِ
نورُ الهـِدايَةِ في كَوْنٍ وفي مـلأ ...يدعو لـحَقٍّ، وحَـقُ الله دانـيهِ
يَرْضَى لكم حبَّ آلِ البيتِ مَطهَرَةً ...نِعْمَ الأصولُ من الأشرافِ ماضيهِ
والصَّحْبُ من خيرِ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ ...نِـعمَ البِطانَةُ بـالتقوى تُآخيـه
فـي حُبِّهِ قِـيَمٌ تَـزدادُ تَكرمـةً ...تلْكَ المـحَبَّـةُ مَرْضـاةٌ لباريــه
حبُّ الإلهِ من البشرى لذي خُلُقٍ ...يأبى الدَّنِـيَّة من دنيا تُـناديـه
يُساهرُ الليلَ في ذِكْرٍ وفي سَـهَدٍ ...يخشى ذنوباً مَضَتْ والقلبُ راثيـه
هذا الحـنين وذا الإشفاق أرَّقَنِي ...من يومها ضَلَّ دِمعي عن مآقيـه