شكرا أستاذي الكريمين د. ضياء وأستاذ خشان
لقد حصلت منكما على إطراء ذي قياس كبير لا أظنه يلائم حجمي . .لكنه أفرحني بالتأكيد لما أضفاه علي من ثقة أعتز بها ، خاصة وأنا أعتز بانتمائي لفريق الرقميين تحت لواء مؤسس علم العروض الرقمي العالم المبدع الأستاذ خشان حفظه الله . .
اسمحا لي بالعودة إلى ما توقفت عنده من البدهية القائلة بعدم جواز التقاء أو تجاور وتدين أصيلين . فقد قلت : إنها تضيف البعد الزمني وهو البعد الرابع لفضاء العروض الخليلي . وسأثبت هذا بنقض الفرض .
لنفرض أن الوتدين الأصيلين يلتقيان في الإيقاع البحري فما نتيجة ذلك ؟
ببساطة ، ينتج عن إلتقائهما إلغاء الفارق الزمني الذي يميز الوتد عن السبب .
فعند تفعيل القيمة العددية لوتدين متجاورين يمكننا حساب مجموعهما الزمني وتكون النتيجة 3 + 3 = 6 . لكن ال 6 هذه رقم زوجي وقيمته الزمنية تعادل مجموع ثلاثة أسباب 2 + 2 + 2 = 6 فلو حدث وتجاور وتدان فإن شعورنا بالتباين الزمني بين الزوجي والفردي في الإيقاع سيتلاشى تماما مع تماثل الإحساس بالقيمة الزمنية الناتجة عن تجاور وتدين مع تلك الناتجة عن تجاور 3 أسباب . وعند انعدام الإحساس بالتباين الزمني بين الأسباب والأوتاد المتناوبة سنخرج من فضاء الإيقاع البحري إلى حقل الإيقاع الخببي لأن الميزة الزمنية للوتد المفرد هي سر التباين بين السبب والوتد فإذا فقدت بازدواج زمن الوتد انعدم التباين والتبس تمييزه في الإيقاع فانحل تبعا لذلك الإحساس بالتناوب لأن هذا الإحساس يعتمد فقط على التباين الزمني بين المقاطع وبانحلال إحساس التناوب تتقوض أركان الإيقاع البحري . لذا وكي نحافظ على نظام بنية الإيقاع البحري فلا بد من المحافظة على التباين الزمني وعدم تجاور الوتدين يضمن ذلك ويضيف الزمن بعدا رابعا لفضاء العروض الخليلي . إذن ، لقد كان الأستاذ خشان محقا في نفي كل من خالف هذه البدهيات خارج منهج الخليل ؟ . . .
يتبع بإذن الله
المفضلات