http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...004#post602004



السلام على أخي وأستاذي الحبيب

شكرا لردك الكريم، وهو مفيد في حالي الاتفاق والاختلاف وكلاهما لا يخلوان من فائدة لي وللقارئ الكريم

عندما يقول الخليل إن السريع مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ ويأتي الوزن في دائرة المشتبه مستفعلن مستفعلن مفعولا ‏
ونجد ابياتا مشطورة تنتهي ب سبب سبب سبب = 2 2 2 أو سبب سبب سبب ساكن = 2 2 2 ه، ثم تنكر علاقتها بهذه ‏الصورة بحجة أنها من الرجز لا غير وانها لا تنتمي لسواه رافضا بذلك ما بين الرجز والسريع من الأواصر التي تجعل ‏احتمال اتفاقهما في بعض الصور أكبر من احتمال اتفاق سواهما وهو كما تعلم كثير، وعندما أرد على غياب 222 ثلاثة ‏أسباب في منطقة العروض من السريع ، ولا تقتنع بردي ، فإن فرصة اقتناعك بسائر الرد تبدو ضئيلة. على أني سأدلي بما لدي ‏فلا يخلو الحوار من فائدة لي أو لك أو للقارئ الكريم.‏




اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.عمر خَلّوف مشاهدة المشاركة
لم يَرِدْ (السريع) في واقعه الشعري إلا على عروض واحدة هي: (فاعلن)، والتي انسجمت مع ثلاثة ضروب موافقة لها هي: (فاعلن، فاعلانْ، فعْلن)..
والسريع في واقعه الشعري هذا لا يندرج تحتَ أية دائرة من دوائر الخليل الخمسة. لأنّ سياقه هذا لا يُوافق أياً من هذه الدوائر، كما لا يمكن اجتزاؤه من سياقٍ أكبر منه كما هو الحال في سياق (المديد) والبحور المجزوءة وجوباً.
وتفادياً لإحداث دائرة سادسة تجمع السريع وعدداً من البحور الأخرى التي تشاركه سياقه الحركي، افترضَ الخليل أن أصل عروض السريع وضروبه هو (مفعولاتُ)، فأوقع عليها عللاً افتراضية، لكي تتحول من (مفعولاتُ) إلى (فاعلن)!
ولقد قوّى هذا الافتراض لدى الخليل مجيء الكثير من شعر العرب على الضربين: (مفعولانْ)، و(مفعولن)..
وكان ذلك - من الناحية النظرية - حلاًّ ذكياً دون شك.

تذكر اختلافنا استاذي عندما قلت إن أعاريض البحور جميعا – باستثناء الهزج ومجزوء الوافر- لا تنتهي ب 2 2 أي لا ‏تنتهي بسببين خفيفين، ولهذا لاينتهي العروض ب سبب سبب سبب = 2 2 2 ‏

https://sites.google.com/site/alaroo...me/22-sadr-end

والحالة الوحيدة التي تشذ عن ذلك وأظنها انقرضت لمخالفتها منهجه البيت الذي يبدو لي يتيما :‏
ما هيج الشوق من أطلال ...... أضحت قفارا كوحي الواحي

ولا بد لهذه الخاتمة 2 2 2 أن تنزلق إلى ‏
‏1 2 2 = 3 2 ( فعولن ) في الرجز ومجزوء البسيط المقطوع ،
أو إلى 2 1 2 = 2 3 ( فاعلن ) في السريع واللاحق.

وأنت ‏تنكر اطراد هذه الخاصية فيتوقع أن تنكرها في السريع كذلك. ‏
ومعارضتك نابعة من موقفك الرافض لاطراد منهج الخليل انطلاقا من شمولية دوائره.‏
منهج الخليل يعني دوائره وسائر أحكامه – وأضيف ولا ألزمك به – ما بلوره الرقمي من ذلك.

ولله در أستاذي سليمان ابو ستة ‏إذ يقول :‏

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=78821‎

الذي يريد أن يأخذ بنظرية الخليل في الدوائر، عليه أن لا يقف عند الأنساق الخمسة التي وضعها، ويترك ما هو جزء لا يتجزأ ‏من بنائها (حسب التصميم الخليلي لهذا البناء)، وهو ما يتحدد فيما يلي‎:‎
‏1-‏‎ ‎الزحافات أو العلل اللازمة في نهاية النسيق (العروض والضرب‎).
‏2- الجزء والنهك والشطر‎.
إذا أخذنا بذلك جميعه ، فإننا سنصل إلى استخراج كافة بحور الشعر العربي من هذه الدوائر

كما يقول الأستاذ كمال أبو ديب - اقتطف وبأقل قدر من التصرف:‏

http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/pl...100/aaa209.pdf

( ص – 119: 124) : وأصر أكثر من باحث على أن السريع له الشكل التالي فقط : مستفعلن مستفعلن + ( فاعلن أو فاعلانْ )‏
‏= 4 3 4 3 + ( 2 3 أو 2 3 ه) وأن الصورة التي أعطاه إياها الخليل وهمية مستفعلن مستفعلن مفعولاتُ = 4 3 4 3 4 ‏‏2 1 . لكن من الواضح في الوقت نفسه أن هؤلاء الدارسين ليسوا على حق في إنكار وجود التشكيل 4 3 4 3 6 1 في الشعر ‏العربي ولا يحل اللبس هنا إلا بالتمييز بين البحرين، ويقترح هذا الكاتب إعطاء اسم ‏
السريع المثقل للتشكيل المثقل : مستقعلن مستفعلن مفعولات = 4 3 4 3 4 2 2 2 ه ‏
وإعطاء اسم السريع للتشكيل : مستفعلن مستفعلن مفْعُلا = 4 3 4 3 2 1 2 ‏

ويضيف :" يرجح أن الخليل شعر حين قراءته هذه الأبيات أن إيقاعها يختلف عن إيقاع الرجز، وأنه متوحد ‏بإيقاع السريع مع أنها من الزاوية الكمية متحدة الهوية بتركيب شطر من مشطور الرجز ولا بد أن طبيعة الإيقاع تعود إلى النبر ‏الذي يتوفر في الأبيات موضع المناقشة ‏

ويحي قتيلا ما له من عقل
بشادن يهتز مثل النصل
مكحل ما مسه من كحل
لا تعذلاني إنني في شغل
يا صاحبي رحلي أقلا عذلي

لا شك أن كثيرين من الدارسين قد يجدوت حلا بسيطا للمشكلة ويقولون " الخليل فعل ذلك اعتباطا وعلينا أن ننسب الأبيات ‏للرجز والخليل أخطأ وكل إنسان يخطئ "‏

لكن هذه الطريقة ليست أكثر من تهرب في مواجهة القضايا الأساسية الجذرية في إيقاع الشعر العربي وفي نظام الخليل. كما أنها تنبع من ميل إلى ‏اتهام عمل الخليل بالاعتباطية والتسرع لا يستند إلى أي أساس علمي والخليل عالم ذو منهج رائع وعقل فذ واتهامه بهذه المجانية ‏والسهولة شيء ينبغي أن يتخوف عقل الباحث المعاصر منه، لا إجلالا لقدسية، ولا خضوعا أمام التراث لمجرد أنه تراث، وإنما ‏لسبب بسيط جدا، هو أن كل شيء في منهج الخليل يدل على منهجية محكمة، ويجلو عبقرية فريدة، ولأن لعمله أبعادا عميقة ‏مدهشة قد لا نفهمها الآن، ولكن ذلك قد لا يعود إلى اعتباطيتها بقدر ما يعود إلى قصور ملكات الاستكناه والبحث المتعمق ‏الجاد عندنا، وقصور مناهج البحث التي نتبعها، وفي كلتا الحالتين يظل الانتظار والتنقيب المتعمق لا الاتهام المتسرع أفضل ما ‏يمكن أن نقوم به إزاء مثل هذا العقل المتفرد ."‏

إنتهى التقل

اخي واستاذي الكريم د. عمر خلوف، لو لم يكن لك علي من فضل سوى ما تحفيزي على الاطلاع على هذا النص لكفاك ذلك ‏جميلا ومعروفا في عنقي. كم رددت "الله أكبر " وأنا أقرأ هذه الفقرات من رجل يفيد عنون بحثه بأنه " نحو بديل لعروض ‏الخليل " ثم نجده صلبا في إنصاف الخليل وتقدير عبقريته ومنهجه وسبقه الأزمان فيهما. وإن أقواله ما اتفقت معه فيها وما ‏اختلفت أعطتني من الثقة في الرقمي الكثير الكثير الذي لا يقل عما أعطتنيه عبارة الأستاذ ميشيل أديب :" ‏‎" ‎وأكثر ما ‏يعيب‎ ‎كتب العروض القديمة‎ ‎والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،‎ ‎لم تحاول ‏تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية‎ ‎التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ‎ ."‎وسأعود إلى أبعاد كلام د. كمال أبو ديب وتداعياته بإذن الله ‏في ما يتبع ‏،
وللرد بقية بإذن الله.‏