غرغرات السند




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



لاهٍ عن الموتِ ..مجَّ الكونَ منطرحا=ما هــالهُ اليـــأسُ في إذبالــهِ انفتحا
مُجـــذّراً في تُـــرابِ الغــمِّ أخمصهُ=قد فَتّقَ الشوكُ في أحداقهِ القــزَحا
ظمــآنَ يهذي وموجُ العينِ يُغرقهُ=ما زُحزِحَ الدمعُ من عينيهِ ..ما نَزحا
يا لهفةَ الدفءِ في شريانِ راحتهِ=مُدّتْ فكانت غريقاً آخراً وضحا
مُدّتْ وسمّرها في البُؤس أن بَرحت=تُسامرُ اليأسَ إذ تستعطفُ الشبحا
لاهٍ عن النفسِ في تابوتِ أمنية=يُقلّبُ الكَفَن المائي .. ما سَطحا
يَرثي المئين َ من الأحباب لحّدَهمْ=بالطمي صيّر من أجسادهم صُرحا
ما يَشربُ الماءَ إلّا ذكرهم غدقٌ=بالموتِ والغصةُ الكبرى إذا رَشحا
ما حرّك الكأسَ إلا في الردى سكنت=روحٌ به قد رأت أجسامهم .. قَدحا
يا ( سِند ) ..يا غرغرات الروح يا ألماً=يا هجرةً لركاب الثُكلِ قد كُســــــــحا
حُمَّ الخلاصُ .. يَموتُ الطفلُ من ظمإٍ=والماءُ قد ألجمَ الأفواهَ قد نضحا
قد حاصرتهم فلول السيلِ واحتشدت=جندُ الوباءِ فكان الموتُ من طفحا
الجوعُ والداءُ والإجهادُ صَبّحهم=بالنازلاتِ .. فليلُ المبتلين ضحى
ذاقوا الأمرّينِ ..ضيقُ الحالِ ..أثقلهم=شُحُّ المُعينِ ... وبذلٌ كفَّ وانكبحا
قبحاً لنا والملايين التي صرخت=بالغوثِ قابلها جودٌ وقد قَبُحا
عدوا الكنوزَ التي في اللهوِ نحرقها=هل دِرهمٌ يَجلبُ التفاحَ والبلحا ؟!
هبّوا بني الدين ذاك الغصنُ يَقطعهُ=في أصلنا شفراتُ الغيّ إذ فَدحا
للهِ قُطـــرٌ من الإســــلامِ ندفـــنهُ=من بعدِ أن دفن الغاوونَ من صَلحا
يا رب عفوكَ .. ما بانت مصارعنا=إلا بذنبٍ .. دعونا خيرَ من صَفَحا




معين الكلدي
5 / 10 / 2010