هذه القصيدة للأخ الحبيب الشاعر خميس لطفي يرحمه الله :





**
الشمسُ مشرقةٌ ، وموجُ البحر هادي والريحُ تعبثُ ، بالنباتِ وبالجمادِ
والأرضُ بلَّلها الندى ، والروضُ ينثرُ عطرَهُ ، والطيرُ فوق الغصنِ شادِ
**
يومٌ جميلٌ ،مثلَ أمسِ ، وقبلِ أمسِ ، ولا جديدَ هناكَ ، تحت الشمسِ ، بادِ
لم يختلف شيءٌ ، ولا سقطتْ من النجْماتِ واحدةٌ ، وحطَّت في الوهادِ
كلاَّ ، ولا جبلٌ تصدَّعَ ، بعد موتكَ ، أو تشققت الصخورُ ببطن واد
والغيمُ أبيضُ ، لا يزالُ ، وما تبدَّلَ لونُهُ ، حزناً عليكَ ، إلى رمادي
والناسُ ، هذا في اتجاهٍ ، رائحٌ وبعكس ذلك الاتِّجاهِ ، هناك غادِ
**
والقاطراتُ تسيرُ ، والباصاتُ ،والعرباتُ تمضي ،للحواضر والبوادي
والسوقُ مكتظٌ ، كعادتهِ ، وبيَّاعُ الفواكهِ ، " زاكي يا حموي " ، ينادي !
لم تنتهِ الدنيا ، بموتكَ ، لا ،ولم ترقدْ ، ولا هبَّتْ ، لأجلكَ ، من رقادِ
لم تُنْكَسِ الأعلامُ في بلدٍ ،ولا اتَّشحتْ ،عناوينُ الصحائفِ بالسوادِ
لم يُذْكَرِ اسمُكَ ، في الفضائياتِ ، يا هذا ،ولم يُعْلَنْ ، هنالكَ ، عن حدادِ
لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ، قيمتَهُ ،ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي
تمضي الحياةُ ، كأنَّ شيئاً لم يكنْ ، والناسُ ما نقصوا ،وظلوا في ازديادِ
تمضي الحياةُ ، كما لو انَّ جرادةً ماتتْ ، ولم يحفلْ بها ، سربُ الجرادِ
لا ، لستَ أولَّ من يموتُ ، ولستَ آخرَ من يموتُ ،وموتُ ، مثلك أنت ، عادي !
**
ماذا يهمك ، بعد موتك ، نصرُنا ؟ وقضاءُ جيش المسلمينَ ، على الأعادي ؟
ماذا يَهمُّك ما الذي سيحلَّ بالدنيا ، وبالأحياءِ ، من سينٍ و صادِ ؟
وهناك أخرى ، في انتظاركَ ، يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ، على ربِّ العبادِ ؟