بارك الله فيك أستاذتي ‏

وعن الإماله أذكر قولا للأمير شكيب أرسلان يرحمه الله لعله في كتاب ( الحلل السندسية في أخبار الجزيرة الأندلسية) ‏يقول إن المصادر الغربية تورد باب شمسي وباب نجمي بما يفهم أن الياء للنسبة، وكان رأيه أن كثيرا من الأندلس ‏كان شاميا فكانوا يلفظون شمسَة ونجمةْ بكسر ما قبل الهاء (التاء) وإشباعها نوعا ما فيقولون شمسي عن شمسِه ‏ونجمي عن نجمِه.‏

من الكلمات التي كنت أظنها عامية كلمة ( حذانا ) بمعنى عندنا فإذا قال لك شخص ( تغدى حذانا ) قد يظن المستع ‏أنه يشتمه وأصلها ( حذاءنا ) كما يقولون (سرت حذاء النهر) أي بمحاذاته ثم استخدمت بمعنى (عند ) وقد وردت في ‏شعر للمتنبي :‏

يضاحك في ذا العيد كلٌّ حبيبه ..... حذائي وأبكي من أحب وأندب

ولابن الحاح البلفيقي :‏

رحلت وقطمير كلبي رفيقي ...... يؤنس قلبي لطول الطريق
فلمّا أنخت أناخ حذائي ...... يلحظني لحظ خل شفيق

ومن طريف ما حصل ووصلني أن إحداهن قالت للأخرى " عيسى صلّـ ـح ذانــَ ـه أمس" فأجابتها " سلامة ذانـَه، ما بها ‏؟ " أي سلامة أذنه ، فقالت لها الأخرى " صلّـ ـح ذانــَ ـه وليس في ذانـَه شيء " ثم فهمت أنها تقصد أن " عسي صلى ‏حذانا " أي " أدى الصلاة عندنا "‏

أما عن اللهجات في بلاد الشام فهي متداخلة بل هي متداخلة على مستوى العالم العربي، أما فيما أسماه الحلفاء ‏‏(فلسطين ) فإن بعض التميز في اللهجات وبعض الاعتبارات الضئيلة يتبع حدود الملوخية، فمن لا يميلون الألف في ‏جنوبه يطبخون الملوخية ناعمة وأما من يطبخونها بورقها كاملة فهم أهل شماله الذين كانوا يتبعون بيروت ودمشق ‏حتى 1918 ومنهم من يميلون الألف.‏
نشرت من جريدة الحياة مقالا عن دور الأرز والبرغل في تخطيط المحتلين للحدود بين سوريا والعراق بعد تمزيق ‏الأمة . ولم أهتد إليه.‏

وذكر لي صديق أن لهجة اهل تلمسان تشبه لهجة أهل الخليل في قولهم ( يابااااااانييييي ) ومفردات أخرى شائعة في منطقة الخليل كقولهم ( ودّرت الشيء أي أضعته ) ذلك أن مقدمهم كان من الشام للأندلس ثم تلمسان بعد النكبة .

يرعاك الله.‏