النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: التفاعيل ومنهج الخليل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954

    التفاعيل ومنهج الخليل

    تفاعيل الخليل ومنهاجه.

    قيمة تفاعيل الخليل في التزامها بمنهاجه، وليست لها قيمة تذكر خارج هذا المنهاج. وقيمة منهاج الخليل في تمثيله للذائقة العربية.

    أخطأ هذه البدهية كثير من الشعراء والعروضيين الذين راحوا يلصقون التفاعيل بجانب بعضها البعض كيفما اتفق.

    وهم بذلك يهدمون منهج الخليل من جهة ويأتون بصور لذائقة مشوهة يرون تشويهها إبداعا وترقية.

    أقرب مثال على ذلك من لا يتقن العربية ويأخذ عبارة : " الصدق حلال ونجاة والكذب حرام وهلاك " هذه العبارة في شكلها وتركيبها ونحوها تعبير عن منهج. من لا يدرك ذلك المنهج نتيجة جهله بالعربية قد يعيد تركيب الجملة ذاتها على أي من الأشكال التالية :

    1- الصدق نجاة وحلال والكذب هلاك وحرام.
    2- الصدق حلال وحرام والكذب نجاة وهلاك
    3- الصدق حرام وهلاك والكذب حلال ونجاة

    من ظن أني أبالغ فليطلع على الرابطين:




    وقد جاء فيهما علي أيدي عروضيين وشعراء من [ البحور الجديدة ] :

    متفاعلن مفاعلتن = ((4) 3 3 ((4)

    مفاعيلن مستفعلن = 3 4 4 3

    مستفعلن فعولن مستفعلن فعولن = 4 3 3 2 4 3 3 2

    فعولن مستفعلن فعولن مستفعلن = 3 2 4 3 4 3 3 2
    مستفعِ لن فاعلاتن مستفع لن = 4 3 2 3 2 4 3

    ****

    نعود إلى نظائر التغيير في تفاعيل الخليل من العبارات التالية :

    1- الصدق نجاة وحلال والكذب هلاك وحرام
    2-الصدق حلال وحرام والكذب نجاة وهلاك
    3- الصدق حرام وهلاك والكذب حلال ونجاة

    فالتحوير الأول مقبول لا ينتج عنه اضطراب ولكن الاضطراب ينجم عن عدم تبيان منهجية التحوير ووضع حدود لها وهذا شأن عروضيين سليمي الذائقة يتحركون حول عروض الخليل وقد يتوسعون قليلا ، والخطر ليس من اجتهادهم بل من عدم تحديد حدود لذلك الاجتهاد فيقلده من لا يملك ذائقتهم ولا اطلاعهم.

    والتحوير الثاني تخبيص وخلط

    وأما التحوير الثالث فباطل مطلق.

    يكفي العروضي غير الواعي على منهج الخليل أن يلتزم تفاعيل الخليل وبدهياته. فهي كفيلة بمنعه من التخبيص. ولا بد لمن يغير من عروض الخليل شيئا أن يبين حدود تغييره بدقة كي ينسب إليه ما غيّر ولا يلزم الخليل.

    ومثال ذلك في الرقمي الأخذ بالتوأم الوتدي في بحور دائرة المشتبه 2 1 2 = ]2[ 3 وهو ما يوافق رأي د. مصطفى حركات.

    ومثال ذلك ما ذهب إليه د. مستجير من تقديم رؤية ممنهجة تختلف تارة وتتفق أخرى مع عروض الخليل.

    كانت تلك –على طولها - مقدمة لا بد منها لنعرف أهمية العلاقة بين تفاعيل الخليل ومنهجه.

    وهنا طائفة من مظاهر الخلل ناتجة عن عدم إدراك العلاقة بين تفاعيل الخليل ومنهجه وذلك من ألفباء العروض.

    1 – التفعيلة من سبب ووتد أو سببين ووتد.

    إغفال هذه البدهية ولّد تخبيصا له أول وليس له آخر في أمر الخبب والعلاقة بينه وبين المتدارك في اعتبار السببين فعْلن 2 2 تفعيلة ثم حشرها حشرا في تفاعيل الخليل بهدم عروض الخليل والقولاستثناء بجواز قطع فاعلن في الحشو لتصبح فعلن.

    لا المتدارك من بحور الخليل ولا الخبب بحر بل هو إيقاع قائم بذاته .

    2- القول باستحداث تفعيلة جديدة من ثلاثة أسباب ووتد مستفعلاتن = 2 2 3 2 ثم قصرها على بحر دون سواه.

    كما في قول حازم القرطاني عن المنسرح إنه = 4 3 2 – 2 2 3 – 2 3 = مستفعلاتن مستفعلن فاعلن

    في حين أن تجمع هذه المقاطع = سبب سبب وتد سبب = مستفعلاتن موجود مثلا في الخفيف

    2 3 2 – 2 2 3 2 – 3 2 = فاعلاتن مستفعلاتن فعولن

    بل هي موجودة في سائر البحور باستثناء بحري المتقارب والمتدارك.

    وقد ولد اعتبار هذه التجمع ( وأقترح له اسم التركيب ) تفعيلة إلى خلل في رؤية عرضيين كبيرين هما نازك الملائكة ود. أحمد مستجير كما هو مفصل في ( الرقمي قبس من نور الخليل ):


    لا يعني هذا عدم الاستعمال الواعي على منهج الخليل لشتى التفاعيل والتراكيب الممكنة كاساليب للشرح كما ورد من استعمال مستفعيلتن = 2 2 2 3 في ( ورقة الجوهري )


    3- نقض جزئية من تفاعيل الخليل ؛ أدى رفض حازم القرطاجني لمفعولات في المقتضب إلى خلل كبير لمقتضى قوله إن المقتضب = فاع لن مفاعلتن

    الأمر الذي يتبعه قبول المقتضب على فاع لُ مفاعلتن = 2 1 1 3 1 3 الأمر الذي لا وجود له في الواقع.

    ويرجع للتفصيل إلى الرابط:


    4- مخالفة مقتضى عروض الخليل، مجزوء البسيط المقطوع المطوي = مستفعلن فاعلن مستعل ( فاعلن )= 4 3 2 3 2 3
    أستاذي د. خلوف يرى أنه = مستفعلن فاعلن فاعلن = 4 3 2 3 2 3

    أي أنه يرى أن فاعلن آخر الشطر أصيلة التكوين من سبب ثم وتد مجموع حقيقي

    ولا فرق ينجم في ظاهر الوزن ولكن اعتبار فاعلن الثانية من سبب ووتد يطرح الأسئلة التالية :

    1- هل يجوز في آخر 3 2 3 أن تأتي 3 2 2 في العجز كما في آخر المتقارب
    2- هل يجوز الترفيل في العجز أم في كلا الشطرين مستفعلن فاعلن فاعلاتن ؟
    3- هل يجوز مع الترفيل التشعيث في العجز


    ومن شأن الإجابة على هذه الأسئلة أن تجر إلى أسئلة متشابهة للنهاية المناظرة في اعتبار السريع مستفعلن مستفعلن فاعلن ( فاعلن 2 3 ) بدل ( مفْعُلا 2 3 ) وربما جر التنظير لهذين ومقارنة أثره على بعض البحور إلى تداعيات قد تتطلب منهجا شاملا يختلف عن منهج الخليل.


    لي من الثقة بذائقة أستاذي وسعة اطلاعه ما يطمئنني إلى أن ما يذهب إليه سلس في السمع ويدور في حيز لا يبتعد كثيرا عن عروض الخليل. ولكنه بعدم تقعيد ومنهجة تجاوزه للخليل يفتح الباب واسعا لمن هم دونه ذائقة واطلاعا ليعكّوا عكّا شديدا.

    من الضروري للعروضي أن يدرك ارتباط تفاعيل الخليل بمنهج الخليل.
    كم من العروضيين يدرك وجود منهج للخليل ؟
    وكم منهم يعي ذلك المنهج ؟
    وكم منهم يعرف أن نقض تفعيلة واحدة أو استعمالها خارج تعليمات الخليل هدم لمنهج الخليل ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    السلام عليكم
    أنا أؤيد وجهة نظر الأستاذ الكريم أحمد بن يحيي في قوله ((لعل أكبر إشكالية تقف مانعة من الاقتناع بالعروض الرقمي؛هي هذه التفرقة بين العروض وعلم العروض. وهي لب الخلاف وأساسه!))
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=81425
    على الرغم من قناعتي بما يتفضل به الأستاذ خشان من خطورة استخدام التفاعيل لإنشاء بحور جديد مستحدثة غير متفقة مع اتساق منهج الخليل في ما احتوته الدوائر من البحور المتسقة مع شمولية رؤيته وترابط أبعادها .. ،
    الأمر يحتاج إلى البحث ....إذ أن التفاعيل قد أدت دورها بالفعل وكانت جديرة بحمل العروض الخليلي عبرالأجيال ليصل سليما معافى المفاهيم إلى عصرنا هذا وإلى أيدينا وأيدي الأستاذ خشان الذي اعتمد على هذه التفاعيل في استنباط مفاهيم أكثر عمقا ودقة في منهج الخليل ..
    ما كنت لأحبذ اتهام التفاعيل بالتسبب في مشاكل فقه منهج الخليل عند العروضيين ..أقول هذا على الرغم من تأييدي لمذهب الأستاذ خشان في إحلال الرمز الرقمي محل أي رمز آخر في دراسة علم العروض...لكن الأمر يحتاج إلى البحث والمزيد من البحث لإثبات براءة التفاعيل من أي ذنب ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (ثناء صالح) مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    أنا أؤيد وجهة نظر الأستاذ الكريم أحمد بن يحيي في قوله ((لعل أكبر إشكالية تقف مانعة من الاقتناع بالعروض الرقمي؛هي هذه التفرقة بين العروض وعلم العروض. وهي لب الخلاف وأساسه!))
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=81425
    على الرغم من قناعتي بما يتفضل به الأستاذ خشان من خطورة استخدام التفاعيل لإنشاء بحور جديد مستحدثة غير متفقة مع اتساق منهج الخليل في ما احتوته الدوائر من البحور المتسقة مع شمولية رؤيته وترابط أبعادها .. ،
    الأمر يحتاج إلى البحث ....إذ أن التفاعيل قد أدت دورها بالفعل وكانت جديرة بحمل العروض الخليلي عبرالأجيال ليصل سليما معافى المفاهيم إلى عصرنا هذا وإلى أيدينا وأيدي الأستاذ خشان الذي اعتمد على هذه التفاعيل في استنباط مفاهيم أكثر عمقا ودقة في منهج الخليل ..
    ما كنت لأحبذ اتهام التفاعيل بالتسبب في مشاكل فقه منهج الخليل عند العروضيين ..أقول هذا على الرغم من تأييدي لمذهب الأستاذ خشان في إحلال الرمز الرقمي محل أي رمز آخر في دراسة علم العروض...لكن الأمر يحتاج إلى البحث والمزيد من البحث لإثبات براءة التفاعيل من أي ذنب ..


    التفاعيل ممتازة ورائعة للشاعر والعروضي.

    الكارثة عندما يتعمد الشعراء والعروضيون الإتيان ببحور جديدة باستعمال تفاعيل الخليل دون وعي على علاقة التفاعيل بالمنهج

    كما هي في العروضيين الذين يتجاوزن الخليل، المنطق يقول إن عليهم تجاوز الخليل بدون استخدام تفاعيله.

    استعمال التفاعيل في تجاوز الخليل والخروج على نهجه ينزع عنها كل علاقة بالخليل. أرأيت من يذهب ليسرق وهو يردد القرآن متضرعا إلى الله أن يوفقه.

    لا ينبغي أن يسرق أصلا. ولكن إن قرر تجاوز منهج الله في الانتهاء عن السرقة فلا أقل من أن يمتنع في خرقه لمنهج الله عن توسله بالقرآن ليوفقه في سرقته.

    كيف أوضح أكثر يا أستاذتي .

    الأرقام كمجرد شكل لا تعني لي الكثير.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    896
    خطر توليد البحور قائم وبنسبة كبيرة مع اعتماد التفاعيل ، وذلك راجع إلى كون هذه التفاعيل ذات إيحاءات توهم غير المتخصص بأنها عبارة عن لبنات في بناء البحور ، وهو الإيحاء الجارف لكثير من المبتدعين في هذا العلم بكل صراحة ،
    بينما الأرقام صراحة تصور علم الخليل رحمه الله تصويرا يتماهى إلى حد بعيد مع رؤيته الشمولية لهذا العلم ، حيث تعتمد على المقاطع العروضية الرقمية : الوتد والسبب والفاصلة باعتبارها اللبنات الأساسية في بناء البحر الشعري وفق قواعد وقوانين منطقية تأخذ في الحسبان ما يجب أن يكون عليه هذا البناء الشعري من حيث طبيعة الجوار بين هذه اللبنات الأساسية ، هذا البناء المحكم الذي يستحيل معه المجازفة بأي محاولة لبناء اعتباطي غير منطقي ،
    بينما مع التفعيلات يجازف من يعتبرها أساسات لبناء البيت الشعري فيرصها ويرتبها ويرصفها كيفما اتفق ، وبهذا الاعتبار غير الصحيح أو على الأقل غير الدقيق {إذا استثنينا البحور الصافية ذات التفعيلة الواحدة المتكررة } ينجرف الكثيرون إلى عالم الابتداع وليس الإبداع ،
    تحية تقدير للشاعرة الرائعة ثناء صالح وللشاعر العروضي الاخ خشان ولكل من مر من هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة (أ. لحسن عسيلة) ; 05-28-2014 الساعة 04:03 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط