اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


ليتك أستاذتي ترجعين إلى مثال رجل المرور وبرنامج المرور.‏
توصيف الأحكام الجزئية كــتعليمات رجل المرور قد لا يعرف رجل المرور أنها صادرة عن برنامج شامل وهذا حال العروض.‏
لكن عدم وعي رجل المرور على عدم وجود برنامج شامل لا يعني عدم وجود برنامج شامل.‏
لا أنكر أنه يعيب الأمة أنها لم تعرف منهج الخليل ولا فكره حق المعرفة وهذا يجعل كلامك صحيحا من منظور الأمة. ‏
وأكثر ما يعبر عن هذه الحقيقة قول الأستاذ ميشيل أديب :" ‏‎" ‎وأكثر ما يعيب‎ ‎كتب العروض القديمة‎ ‎والحديثة، أنها، على ‏الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها،‎ ‎لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ ‏هذه القمَّةالرياضية‎ ‎التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ‎.‎‏ " ‏
ولا بأس أن لا نتفق ‏



منهج الخليل أستاذتي هو علم العروض وهو المنهج الشامل للخليل الذي لم تكن الأمة لتستوعبه وهي لا زالت غير واعية عليه.

شروح الخليل وتفاصيله هي العروض التطبيقي التجزيئي. ولولا اكتمال منهجه لما كانت مئات أحكام العروض التفصيلية خالية من التناقض. ما أراه في علم العروض ليس ترميما لمنهج الخليل. بل هو استنباط النهج من التفاصيل. ولو صح أن منهج الخليل ناقص لانفض الناس عنه أو في أحسن الأحوال اختلفوا في استكماله. الثمار الشهية والأوراق الخضراء دليل على جذور راسخة وإن لم نرها.

لا بأس أن نبقى مختلفين حول هذا.

يرعاك الله.
مساؤك سعيد أيها الأستاذ الفاضل القدير الذي أدين له بفضل تعلم العروض على يديه !

سأقول ما قد يثير غضب الأستاذ المعلم فأرجو منك الحلم وسعة الصدر !

1‏ - لماذا تعتقد حضرتك أن الأمة كانت وما زالت غير قادرة على استيعاب منهج الخليل ؟
هل هو منهج غير قابل للفهم ؟ يطرح مفاهيم غيبية ؟ فلسفية غامضة ؟ طيب لنفترض جدلا أن العمليات الذهنية التي أنتج بها الخليل منهجه لا تتأتى إلا للأفذاذ كما يقول الأستاذ ميشيل أديب . . طيب أين الأفذاذ من هذه الأمة ليتولوا أمر استيعاب منهج الخليل ثم يقربوه إلى أفهام العامة ؟
هل خلت الأمة التي أنجبت الخوارزمي وابن سينا والرازي وابن الهيثم وابن رشد و و و . . .من فذ آخر يفهم منهج الخليل عبر العصور ؟
يا أستاذي
لكأني بالخليل لم يجد حاجة في نفسه ليعبر عن منهجه بما هو أكثر من ساعة البحور فاكتفى بها .

أتبرهن على اكتمال منهج الخليل بخلو أحكامه الجزئية من التناقض وعدم انفضاض الناس عنها عبر الزمن ؟

لماذا اتصفت أحكامه بالاتساق وعدم التناقض ؟
الجواب : لأنها ليست أحكامه . بل هي أحكام السليقة الشعرية الفطرية التي زود بها الله الشاعر العربي قبل ولادة الخليل . وما دور الخليل في تلك الأحكام إلا كدور العالم البيولوجي شلايدن الذي نظر في شريحة نباتية تحت المجهر ولأول مرة في التاريخ فوجد أنها تتألف من وحدات بنيوية سماها الخلايا .ثم جلس ينظر بتمعن ويصف هذه الخلايا بالدقة التي أوتيها . لقد أجاد الخليل وصف الأوزان وتحولاتها بنظره المجهري الثاقب وأجاد ملاحظة ما تؤول إليه عند الانحرافات المستساغة أثناء النظم فوصف ملاحظاته وتلك هي أحكامه الجزئية . فهل احتاج إلى عمليات ذهنية مستعصية على الأفهام كي يسن تلك الأحكام الديكتاتورية ويفرضها على الشعراء من قبله ومن بعده ؟ بالتأكيد : لا .
إنها أحكام الذائقة الشعرية الفطرية التي وجدت قبل الخليل فلما أمعن نظره فيها رآها ووصفها ، وقد كان خير الواصفين لها .
والسؤال لأستاذي الكريم خشان :

خلال هذه السنوات الطويلة من البحث والدراسة في العروض الرقمي . . هل كنت تدرس منهج الخليل أم كنت تدرس ما جمعه الخليل من مادة البحث ؟