يبدو أن القهوة بردت ،
ويبدو على الأستاذة حنين بعض العياء من طول وضعيتها الشاعرية كما وصفت ،
وإذ نحن وصلنا إلى الجانب الإنساني في شخصية الحبيس رهين كرسي الاعتراف ، فإني أقول :
بكل صراحة لا أستطيع أن أتحدث عن الجانب الإنساني في شخصيتي لأن نزيف حرفي وسيول بوحي وفيض شرحي ، كل هذه الأشياء كفيلة بأن ترسم أصدق صورة عن شخصيتي بعيدا عن مزالق اللسان ، وبعيدا عن الأقنعة التي قد تلبسني في غمرة الزهو والافتتان بأضواء الكاميرات وأنا أتحدث عني ،
أكره الأقنعة ،لأنها مجلبة لغضب الله حيث تدخل في باب الرياء الذي يدخل بدوره في باب معاصي القلوب الخفية والتي غالبا لا يلقي لها الإنسان بالا وربما أهلكته ،
و لكن لأكون واقعيا مع نفسي ومع الله ومع أساتذتي ، فإني أبقى ذلك الإنسان غير الكامل ، ومرات أجدني مقنعا في دروب الغفلة ، وهذه حقيقفة أي إنسان مع النفس والغفلة والشيطان ، ولكن سرعان ما أصحو من سكرة الغفلة وفتنة الانسياق الأعمى خلف هوى النفس العمياء ، فألومها وأزدريها ، أنزع قناعها لأضرب به وجه الأرض بكل ما أوتيت من قوة وأجعل أنظر إليه حتى يغلب على ظني أنه تصدع تماما ولا مطمع في انصلاحه ، وتحضرني هنا أقوال الإمام أبي حامد الغزالي في كتابه الرائع : " بداية الهداية " خاصة قسم "القول في اجتناب المعاصي" وبالضبط باب " القول في معاصي القلب" وأتمنى عليكم بالمناسبة بل أرجو اطلاعكم عليه فهو فريد الطرح وأرى أنه رحمه الله عالج الأمر من زاوية نفسية وكأنه كان على دراية بعلم النفس ، في تلك العهود السحيقة ،
حتى لا أطيل عليكم فإنني أعدكم بأن أشفي غليلكم في هذا الجانب ، لأني لا أريد الخوض فيه إلا من خلال أسئلتكم .
شكرا على تفهمكم
فائق تقديري وكبير احترامي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي