سرعة الزمن

يأخذنا ويطوينا في لفات كأنها نقطة في خط دائرة سريعة ودائمة الدوران ، قدر الله لها بداية لا نعلمها ونهاية نجهلها ،أو كأنه خط سير طويييييييييييييل قد ننسى بعض محطاته ونحن مستمرون في السير عليه ، أو كأنه كتاب بين أيدينا يرسل الله عليه نسائم تقلب صفحاته ، التي خطت بحوادث أعمارنا ، قد ننسى بعضا منها لزحمتها وسرعة الوقت .........
قبل 11 شهرا كأنه الأمس ، وقبله بسنين كأنه أمس أو منذ أسبوع أو شهر ، كأنه قريب جدا كلها طويت في لحظة سرقت منا أنفاسها ،كأنها قطرات ماء أو حبات رمل على أكفنا تتسرب من بين أصابعنا ......

في بيتنا وبين جوارحنا كان الضيف مشرقا ينبيء بقرب حلول سلطان الأشهر والزمان ، شهر رمضان، فماذا أعددنا له قبل أن يصير في ماضي النسيان سريعا بين طيات الكتاب وتلفه دائرة الزمان ، ويبقى بين محطاتٍ مررنا بها في طريق سيرنا ، وعندئذ نذكره .... كان رمضان ......... إما زهوا وفرحا ونشوة به وبنتائجه ، وإما حسرة على تضييع وقته ...... قد تنسينا سرعة الزمان بعض الديون التي أهملناها في محطات سبقت، لكن الديان لا ينسى ............. اللهم أجعلها نسائم خير تقلب صفحات زماننا وأعمارنا وبارك لنا في أوقاتنا بالعمل الصالح


سليلة الغرباء
الجمعة 5 - شعبان - 1434