القول بأن من نشاطات الدماغ أن يكافئ نفسه أمر مثير للجدل، ولكنه يلاقي قبولا واسعا، فثمة في الدماغ مواقع لاستقبال ( الببتايدات- الأوبيدوية -opioid peptides) مثل ( الإنكفالين – enkephalin )، والإندورفينات- endorphins ) وكذلك باعثات السرور الأخرى المقترنة بـِ ( نيروهيومارز – neurohumors) مثل ( الكاتيوكلومينات – catecholamines). ويتحكم الدماغ كذلك في صناعة وإطلاق هذه الكيماويات. وقد تبين أن التصرف يتعزز عندما تستعمل هذه المواد كجوائز. وعليه يمكننا القول إن الدماغ قادر على مكافأة ذاته على بعض الأنشطة التي يفترض أنها تساعده على التكيف. وإذا ما كان هذا النظام القائم على المكافأة الذاتية هو المحفز الرئيس للدماغ فإن أية طريقة خارجية لقياسه والتحكم فيه ستتمخض عن تعزيز كبير للكفاءة العقلية، حيث يمكننا القول بأننا نتمكن من تكريس كل طاقاتنا الفكرية والعاطفية لهدف محدد. (وهذا ما سنبين أنه عين ما يقوم به التعليم المنمي للإحساس بما في ذلك الإدخال المبكر للشعر الموزون في أناشيد الأطفال).
نعتقد بأن نظام مكافأة الذات الارتدادي المستقل هذا يشكل أساس كل القيم البشرية، والأهداف النهائية، والمثل كالحقيقة والجمال والصلاح.
ويصاحب قدرة الدماغ على مكافأة ذاته أنه ارتدادي بشكل مميز.