ثالثا: وبالمقارنة مع الاتجاه المحافظ الذي تقدم ذكره، فإن الجهاز العصبي لدى الإنسان مصمم لتسجيل الفوارق. والتأثر بالتعود أي الميل لعدم تسجيل ما يعتاده أو يتوقعه. وتقتصر استجابته على الجديد غير المتوقع.
ومع أنه يطرح الأسئلة إلا أنه يهتم بالأجوبة غير المألوفة أكثر من اهتمامه بالعادي المألوف منها. وزمانيا فهو يسمع التغيرات ويرى الحركات، وفراغيا (مكانيا) فهو يرى التباين والحدود. ولو أن العين تجردت من اختلاجاتها ( saccades) [وربما يكون لها معنى آخر عضوي ] لما رأت الفوارق.
رابعا: النشاط العصبي البشري تأليفي وينزع إلى إدراك الأشكال التكاملية حتى لو لم تكن موجودة. وثمة سؤال وجودي عن حقيقة وجودها عندما نتبينها. النشاط العصبي إيجابي فهو ينشئ افتراضات تتطلب إثبات حقيقتها ويبحث جاهدا على أدلة توكيدها. وإن تبين له عدم وجودها فإنه يعيد بناءها متألما.
الدماغ عضو عمل على الأقل بقدر ما هو عضو معرفة.
(أما من مشارك معي في الترجمة )