اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
يحضرني سؤال من وحي المقارنة بين الجدول الدوري للعناصر الكيميائية وساعةالبحور . .

إن الاحتمال المفتوح لتفاعل العناصر الكيميائية بعضها مع بعض يجعل علم الكيمياء علما حيا متجددا متناميا .
والسؤال :
ألم يؤد عدم وجود احتمال لتفاعل البحور الشعرية أو تداخلها بعضها مع بعض إلى قفل وإغلاق علم العروض على ما فيه ؟
من وجهة نظري . . علم العروض مغلق كما هو الحال مع علمي النحو والصرف لذا فإن مجال البحث العلمي فيه محدود . ولم يطرأ على علم العروض القديم كشف علمي جديد باستثناء كشف (العروض رقميا) ، لكن علم العروض الرقمي نفسه سينتهي ويصبح علما أرشيفيا محفوظا باستكمال عملية المسح الرقمي التي يجريها حاليا على منهج الخليل في العروض التفعيلي .
ما رأيك أستاذي الكريم ؟
هل علم العروض مغلق ؟
العروض الرقمي - كما لا بد أنك لمست وكما أتمناه - مثال على شمولية التفكير وأدوات مساعدة على ذلك - فهو رؤية فكرية تستعمل الأرقام وسيلة في ‏مجالات عدة منها وزن الشعر.‏

إن العروض بمعنى توصيف وزن الشعر كما قاله العرب في ظل نقاء نقاء فطرتهم قد اكتمل على يدي الخليل. والرقمي محاولة دؤوبة لاستقراء فكر الخليل ‏والتوصل إلى القواعد الكلية التي اعتمدها والتفاذ من خلال ذلك إلى تقعيد الذائقة العربية في صفائها ونقائها ( بمعنى استنباط القواعد لا فرضها ) .‏

الذين ينظرون لأوزان جديدة خارج الخليل إما أنهم يستنبطون خصائص لذائقة أخرى قد تكون عربية انحرفت عن أصالتها أو أنهم يفرضون ذائقة أخرى، ‏وهؤلاء الذين يفرضون الذائقة الأخرى لا تصور كليا لديهم للذي يفرضونه إنما هي نتف من هنا وهناك ورصف جزافي للتفاعيل.‏

وعندما ينجح الرقمي في اكتشاف سائر القواعد الكلية للعروض العربي. يكون قد أدى مهمته في مجال الشعر، ويكون من حيث النتائج قد التحق بعروض ‏التفاعيل وإن من طريق آخر.‏

يبقى منهج الرقمي فاعلا خارج هذا المجال سواء في تفاعله مع اللغة والأدب بشكل عام أو مع سواهما من المجالات. ومثال ذلك أبحاثك التي تعكفين عليها.‏

ولهذا كانت مواضيع الدورة العاشرة، التي أقيس نجاح الرقمي بقدرته على إثارة اهتمام أعضائه بها، وهو نجاح جد محدود.

كل باب من تطبيقات الرقمي في آفاقه الجديدة خارج مجرد وزن الشعر يفضي إلى أبواب وهو بهذا مستمر في التمدد والتوسع.‏

إن موضوعا كالبصمة الرقمية لصاحب النص التي تتكون من أكبر عدد ممكن من الدوال الرقمية في شتى المجالات الممكنة يتطلب جهودا هائلة لزمن طويل. ‏

موضوع دراستك لبعض ظواهر القرآن الكريم كذلك.

العمارة والعروض كذلك.

التفكير كالهرباء، لا يوجد نصف تفكير، إما أن يكون هناك تفكير أو لا يكون. أثر الرقمي في تحفيز تشغيل التفكير لا ينقضي أثرة وإن تمت أرشفة الرقمي ‏في مجال وزن الشعر. فسيبقى التفكير ساعيا لاستكمال أرشفة كل شيء ومنتهى ذلك كله الاقتراب أكثر فأكثر من المعرفة اليقينية بالتوحيد من هذا السبيل. ‏

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha‎

والله يرعاك.‏

‏ ‏