لا أعلم كيف تسنى لعرب في بيئة لا تعليم فيها أن يتسنموا قمم البيان كمن يمشي في المنبسط من السهول في وقت عز فيه على أحفادهم أن يتكلموا بلسان مبين وهم الذين ابتدعوا التعليم ومضّوا فيه أعمارهم وأنفقوا عليه من خزائن دولهم. إن من حظ اللغة العربية السعيد وحفظ الله المجيد أن تعددت العاميات وعسر الاتصال والتطابق بينها فكانت اللغة الجامعة. ومن حظها كذلك أن صار مجرد استعمالها كتابة أو تحدثا مجدا تليدا وإبداعا فريدا.

لسان في فرادته مبين***وليس يذمه إلا مهين