قرأت هذا الرابط الرائع (لماذا العروض الرقمي)
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha

أريد نسخ هنا بعض الفقرات الهامة التي ترد على تساؤلات عدة.

هل كان الخليل يتعامل مع العروض بمفهوم رياضي ؟ نعم وبالتأكيد فدوائره وهي الأقرب تمثيلا لفكره تدل على ذلك ومنهاجه في إحصاء احتمالات الجذور الممكنة في اللغة العربية وحصرها رياضايا عدا وضبطا ب 12305412 ومن أراد تفاصيل ذلك فهي على الرابط

http://arood.com/vb/showthread.php?p=3133#post3133

بعبارة أخرى إن الخليل امتلك شمولية وتجريد التصور وامتلك أداة الرياضيات ولكن الناس في ذلك الزمان شأن أكثر الناس في زماننا لم يملكوا القدرة على فهم تجريد العروض بالأرقام فعمد إلى أسلوب التفاعيل كوسائل إيضاح نفعت في توصيل توصيفه مجسدا مجزءا وأضرت من حيث أنها أوقفت لقرون تمتد حتى اليوم حراك العقل العربي سعيا وراء فهم ذهنية وفكر الخليل.

يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."

أما هذه الفقرة فهي مهمة لمن يقول أن العروض الرقمي مجرد ترميز للتفاعيل

إن العلاقة بين التفكير واللغة علاقة متبادلة، فالعقل المفكر يبحث عن قوانين كليه ينطلق منها للجزئيات، والمنهج الكلي ( البدء بالشهادتين في الإسلام ) ينمي هذه الميزة في الإنسان. كما أن المناهج القاصرة تبدأ من جزئيات مادية أو وطنية أو اقتصادية وتحجب الفكر عن الرؤية الشاملة الموصلة للحق.

عندما يكون لدى المصمم مخطط عام يضعه في رسومات جزئية ليسهل على الناس إدراك كل جزئية على حدة مفترضا أن الناس أثناء أو بعد فهم كل تفصيل سيضعونه في مكانه المخصص له حسب المخطط العام، ومن أخذ الجزئيات دون ربطها بالمخطط العام وجمع بينها خبط عشواء سيحصل على صورة كلية مشوهة.

الأمر كذلك في التفاعيل فهي لا عيب فيها إذا ما وعى من يستعملها أنها مجرد أدوات إيضاح تجسيدية تجزيئية مرتبطة بنهج عام لدى الخليل يجسد كلية وجوهر تصوره. ولكن يغيب عن الكثيرين ربط التفاعيل بمنهج الخليل، ويكون ضرر ذلك مقتصرا على تقديم منهج الحفظ على التفكير، مع ضياع جهد كبير في ذلك بعضه يغني عنه لو بذل باتجاه التفكير، مع ما في ذلك من تنمية ملكة التفكير بشكل عام وآثارها في سائر الأمور ، ويبدأ الأمر بالتفاقم عندما يروح بعضهم يأتي بـ (ـبحور جديدة ) مستعملا رص تفاعيل الخليل على غير منهجه، بل ربما جاء بعضهم بـ(تفاعيل جديدة) ويروح يلصق بعضها بالآخر دون تصور عام لديه.
إذن العروض الرقمي ميزان الأوزان دون الوقوف على حدود التفاعيل

وهذه فقرة أخرى مهمة جدًّا تظهر أهمية العروض الرقمي:

إن من العروضيين والشعراء اليوم من راح يبتكر ( بحورا جديدة ) وفيما يلي بعض مخالفات ألف باء نهج الخليل لدى بعضهم


1- اجتماع أربعة أسباب في الحشو من خلال السماح السماح بالوزن: مفاعلتن متفاعلن 3 (2) 2 (2) 2 3 أو 3 2 2 2 2 3


2- إجتماع وتدين أصليين من خلال السماح بالوزن : متفاعلن مفاعلتن = (2) 2 3 3 (2) 2 أو 2 2 3 3 2 2


3- معاملة فاعلا 2 3 في ضرب ثالث المديد نفس معاملة فاعلا 2 3 في ضرب ثالث الرمل من حيث إجازة مزاحفة كل منهما على فعلا 1 3 واجتماع ذلك في كليهما
مع 2 3 في نفس القصيدة. طبعا هذا صحيح في الرمل الذي يجوز فيه أن ينتهي بيت ب 3 2 2 3 وآخر ب 3 2 1 3 لجواز ازدواج القافية ، بينما لا يجوز في
المديد أن ينتهي بيت ب ( علن فاعلا ) 3 2 3 والآخر ب ( علن فعِلا ) 3 1 3 لعدم جواز ازدواج القافية.


4- إضافة متحرك على الخبب أو حذف ساكن أو متحرك فيه


5- حذف ساكن الوتد المجموع


6- وغير هذا كثير.


ومن أراد أن يطلع على تفاصيل فليراجع موضوع ( الخليل وماندلييف ) :


أما هذه الفقرة تلخص هدف العروض الرقمي ،وكيف يسهل تعلم العروض دون التوغل في مصطلحات تعقد الأمر وتنفر المتعلم
إن تناول التفاعيل على هذا النحو المنبتّ عن المنهج الشامل للخليل يعطل النظرة الشاملة في مجال العروض ومن وصل إلى شيء من ذلك فقد وصله ببصيرته برغم التفاعيل وحدودها لا بفضلها. ومن اعتاد التفكير الكلّي في الرقمي يرجح أن يسهل ذلك عليه التفكير الكلي في سواه من الأمور الأهم – التي لا مجال لطرحها هنا - . والأمثلة كثيرة فيما هو أهم من العروض وتبرهن أن المقاربة الجزئية تجني بمنهاجها على ما يفترض أنه أصل شامل لها فتنمو الجزئية ويضمر الأصل أو يحرف، فكأنه ما كان إلا لخدمة هذه الجزئية.
الختام بهذا الملخص الرائع لرسالة العروض الرقمي

وأقول :" إن العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل في شموليته وتجريده وصدور عنه وانطلاق منه إلى ما يليق بفكر الخليل من آفاق أهم وأشمل من اللغة والأدب كنهج فكري يبدأ بالكلي ومنه تأتي الجزئيات سهلة لينة. ومن تطبيقاته الفنية توحيد لغة التعبير عن الإيقاعات السمعية والبصرية والحركية بل وسواها."