ومن خلال البحث في منهج الرقمي قرأت هذا الرابط فيه الكثير من الفوائد التي تزيل اللبس
وهذا اقتباس لأستاذنا خشان:

وثمة نتيجة لهذه الخلاصة يعرفها أهل الرقمي، وأذكرها هنا ليحملها العروضيون في أذهانهم أثناء ارتيادهم هذا الموضوع وسواه.

في النحو (كان وإن) وأخواتهما يمتد تأثيرهما عادة فيما بعدهما، ولكن في العروض هناك عاملان على نحو مختلف:

الأول : الوتد 3 وأثره فيما (قبله-مباشرة) حيث لا يقبل قبله-مباشرة سببا ثقيلا ، فإن 1 1 3 = (2) 3 لا وجود لها مطلقا، وما يرد من 1 1 3 أصله 2 2 3 زوحف كل من السببين.

الثاني : التركيبان سبب وتد = 2 3 في أول البيت و وتد سبب وتد = 3 2 3 في أي جزء من البيت نافيان لوجود السبب الثقيل في الحشو

ومع هذين العاملين يرد السؤال: ماذا لو لم يرد 3 2 3 في البيت ؟ أو 2 3 في أوله، والجواب: يدخل السبب الثقيل (2) في الحشو ولكن يكون بينه وبين الوتد 3 سبب خفيف 2 فيما يعرف بالفاصلة = (2) 2 أو بشكل أدق 2 2 وذلك لا يكون إلا في الكامل والوافر فهما البحران الوحيدان اللذان يدخل حشوهما السبب الخببي الثقيل (2) في الفاصلة.
توضيح آخر:
يجوز في هذا السبب أن يكون خفيفا 1ه=2 أو ثقيلا 11=(2) ولا يكون ذلك في حشو البحور أبدا إلا في الكامل والوافر.

في الكامل متَـ ـفاعلن = (2) 2 3 متْـ ـفاعلن = 2 2 3 ولنشمل الإثنين نستعمل 2 2 3

في الوافر مفاعلَـ ـتن = 3 (2) 2 مفاعلْـ ـتن = 3 2 2 ولنشمل الإثنين نستعمل 3 2 2



2 2 هذه تسمى فاصلة أول سببيها تحته خط ( نسميه سببا خببيا ) ونعني بذلك أنه يجوز أن يكون ثقيلا أوخفيفا وهذا في الرقمي لا يدخل في باب الزحاف فالسب الخببي ذو شخصيتين متكافئتين. بينما يقتصر الزحاف على حذف ساكن السبب الخفيف.

هذا ما يذكر عن بعض العروضيين الرواد الذين لم يحفظ لنا التاريخ تآليفهم. والأهمّ من هذا كّله أنّ ما تركه الخليل في علم العروض وهو مؤسّسه لم يصلنا منه أيّ تأليف في العروض له، فقد ذكر المترجمون أنّ له كتابا سمّاه "العروض" ،وانفرد الزبيديّ

وهذا اقتباس آخر للدكتور بديار
ويجزم العلماء أنه لم يتتلمذ على الخليل، ولا توجد في كتاب العروض للأخفش رواية صريحة يقول فيها "قال لي الخليل" بينما يروي عن تلاميذ الخليل دون أن يذكر أسماءهم كأن يقول14: ( وزعموا أن الخليل) ، (وأخبرني من أثق به هذا البيت عن الخليل) ، ( وكان الخليل زعموا لا يجيزه). ولهذا احتار الأخفش في مسألة من المسائل فقال: ”وقد ذكر الخليل في الجملة ثلاثين

قافية ولم يذكر في التفسير إلا تسعا وعشرين فلا أدري أيّهما كان منه الغلط إلا أﻧﻬم رووْا هذا هكذا وقد ذكروا ما أخبرتك به“( 15 )، ففي هذا النصّ ما يد ل على أنّ الأخفش ينقل أقوال الخليل من تلاميذه الذين رووْا علمه، وليس مباشرة عنه ممّا يؤيّد جزم القدماء بأنّ أبا الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش لم يتتلمذ الخليل فقد ذكر ابن جني قال: ”وقاللي أبو علي رحمه الله يكاد يعرف صدق أبي الحسن ضرورة، وذلك أنه

181

كان مع الخليل في بلد واحد فلم يحك عنه حرفا واحدا“( 16 )، ويضاف إلى هذا روايته لكتاب سيبويه، وكان بإمكانه أن ينسبه لنفسه، ولم يفعل، ولم يدخل اسمه فيه، ولا رأيه 17 ، فشهادة أبي علي الفارسي السابقة صحيحة تبطل ما ذهب إليه د.عزة حسن( 18 ) من إصراره على تلمذة الأخفش على الخليل بغير حجة، أو نصّ واضح للأخفش، أو لمعاصريه، أو تلاميذه يثبت ادّعاءه هذا الذي جزم فيه العلماء الثقات بالنفي. وإذا ما تصّفحنا كتاب الأخفش، وجدنا فيه خمسة عشر بحرا فقط، ولا توجد أدنى إشارة إلى بحر المتدارك الذي نقتفي أثره. ولا توجد أيّة معلومة في كتب العروضيين المتوّّفرة تفيد أنّ بحر المتدارك من اختراع الأخفش قبل القرن السابع، ولعل ابن خلكان في وفيات الأعيان يكون أوّل من نسب له اختراع بحر الخبب عند التعرّض لترجمته حيث قال: ”وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب“ ( 19 ) ولم يذكر من أين نقلها.ومع خلوّ كتب العروض من القرن الثالث إلى القرن السادس من أيّ إشارة تفيد أنّ الأخفش اخترعه نفى بعض العروضيين المعاصرين وهم محّقون أن يكون الأخفش تداركه على الخليل