النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: تراكيب بحر الكامل

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    896
    لا يمكننا الخروج عن بنية اللغة في كل الاحوال ،
    ستظل البنية التركيبية للجملة العربية ، تلح علينا باستمرار ما تذوقنا جماليتها ، وإلا فإننا سنكون أمام نصوص فيها كلمات عربية في تراكيب غريبة .
    ولطالما كنت أقول لزملائي المدرسين ، كلما احترنا في إعراب جملة ما أو كلمة ما ، فسبب ذلك لا يخرج عن أمرين اثنين :
    إما غاب عنا إعرابها لجهلنا إياه وهو موجود .
    وإما ان تركيب الجملة غريب عن بنية اللغة العربية ، وبالتالي يستحيل تماما أن تطبق أدوات النحو العربي على بنية تركيبية غبر عربية .
    الشاعر الحاذق بفطرته الذكية يتحسس التراكيب الصياغية ويحتفظ بها وينسج على منوالها ، وقد يكون له مخزون كبير أو قليل أو لا باس به من هذه القوالب ، ثم إن الشاعر عندما يبلغ مرحلة الرشد في قرض الشعر ، يعي جيدا ان الاذكياء يدركون اتكاءه على القوالب القديمة ـ تماما كما وقع مع المتنبي ، يوم قال مناوئوه للخليفة سيف الدولة الحمداني إن المتنبي يسرق أشعار الأولين ، وربما قصدوا القوالب يومئذ ، ، فأجاب المتنبي عن نفسه قائلا ، يا أمير المؤمنين " إنما الشعر جادة ، ولربما وقع حافر على حافر " ـ قلت في مرحلة متقدمة ما ، يبدأ الشاعر يفكر بجد في ابتكار قوالب شخصية من وحي خاطره اي قوالب من تصميمه هو ، ذلك لكي يضع بصمته الدالة عليه ، كأن يعمد إلى القالب الصياغي المتعارف عليه - بصفته وحدة بنوية خاصة بالشعر أو بصفته شكلا من أشكال اللغة الخاصة بالشعر - مثلا ، فيُعَدل منه ، وبالتالي يكون قد أضاف قالبا متميزا آخر ، وبخاصة إذا كان محبوكا رائقا ، إذ سيعتبر لبنة في صرح الشعر العربي ، وإثراء للمستودع الصياغي الجمعي للشعراء و لكن شرط التعديل في القوالب الصياغية ، الا تخرج ، عن -وليس على -طبيعة بنية اللغة العربية ، وإلا فذلك سيكون خروجا سافرا عن المتعارف عليه بين الناس ، تماما كما هو واقع اليوم في كثير من القصائد التي جل بنية تراكيبها تتنافى وبنية اللغة العربية الفصحى ، هنا يبدأ إعمال معول الهدم في ثوابتنا من حيث وعينا او لم نع ،


    أعجبت أيما إعجاب بالكتاب الذي أشار إليه مشكورا أستاذنا سليمان أبو ستة، ولكن ساورني إحساس ‏بأن لدى الكاتب تأثر بمنطق وجيه مسبق، يفترض أن من المنطقي أن تكون القوالب الصياغية ( ‏التراكيب ) في الجاهلية أكثر منها في سواها بسبب تأثير الفرق بين المشافهة والكتابة.


    نعم أخي الكريم الرجل - كما انت وكما هذا العبد الضعيف وكما كل الناس - لا بد أن له خلفية وتصور ا ما انطلق منه ليقرر ما قرر في كتابه ولعل كل البحوث تنطلق من فرضية - يلعب فيها الحدس دورا كبيرا -، فاستقراء فملاحظة فتجريب فاستنتاج ،
    وأنت المهندس المعمار ي أعرف مني بهذا ،

    وفي واقع الحال فإذا كان الكاتب قد بنى نظريته على أن نسبة هذه القوالب التي تستدعيها المشافهة في ‏الشعر الجاهلي حوالي 33% وفي سواه حوالي 10%
    قرر الكاتب ذلك وعلله بكون الشعر العربي تغلب عليه الطبيعة الغنائية والمشافهة وبعدم وجود الكتابة يومئبذ ، ثم استدرك الكاتب في إحدى صفحات الكتاب القيم قائلا :
    " .................. الشعرية القديمة والمقامة على قوالب صياغية حقيقية مجربة برهنت طوال القرون على انها سارة جماليا للاذن العربية ولهذا السبب الخاص بقيت خالدة في التقليد الجمعي .................. " جيمز مونرو - ترجمة د . فضل بن عمار العماري

    الصياغات القديمة عندي أعذب وأصوب وأبقى هي أوعية الشعر يا من يروم الشعر ، والبئر أبقى من الرشاء ، ولامر ما قال المعري :

    مَغانيهِ مُحيلاتُ المَعاني ** كَبَيتِ الشِعرِ قُطِّعَ بِالعَروضِ

    و لأمر ما قال ابو فراس الحمداني :

    تَكَلَّفوا المَكرُماتِ كَدّاً ** تَكَلُّفَ الشِعرِ بِالعَروضِ


    بارك الله في اخي الحبيب ،


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة (أ. لحسن عسيلة) ; 02-18-2013 الساعة 12:07 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط