هذا الاضطراب الذي التفت إليه الأستاذ محمد عز الدين في بيتي المتنبي وقع فيه عدد من الشعراء غيره منهم ابن المعتز وبشار بن برد . قال ابن رشيق في العمدة:
"وكثيرا ما يسقط الشعراء في هذا النوع ، قال أبو الطيب:
أنا بالوشاة إذا ذكرتكَ أشبهُ * تأتي الندى ويذاع عنك فتكرَهُ
وإذا رأيتك دون عرض عارضا * أيقنت أن الله يبغي نصرَهُ
فغلط في التصريع لأنه التزم فيه الهاء ولولا ذلك لكان البيتان رائيين، وسمح بهاء (تكره) فصيّرها صلة وإن كانت من نفس الكلمة. وقد وقع ابن المعتز في مثل حال أبي الطيب فقال:
أفنى العداة إمامٌ ما له شبَهٌ * ولا نرى مثله يوما ولم ترَهُ
ضارٍ إذا انقضّ لم تُحرَم مخالبُه * مستوفزٌ لاتّباعِ الحق منتبِهُ
ما يحسن القطرُ أن ينهلّ عارضُه * كما تتابَعُ أيامُ الفتوح لهُ
وقال أيضا يصف كلاب الصيد في أرجوزة:
إن خرطت من قدها لم ترها * إلا وما شاءت من الصيد لها
تمسكه عضا، ولا يدمى به * غريزةً منهنّ أو تفقّها
ووقع بشار بن برد – على تقدمه عليهما – في مثل ذلك، فقال:
الله صورها وصيرها * لاقتك أو لم تلقها ترها
نصبا لعينك لا ترى حسنا * إلا ذكرت لها به شبها
ولا أعلم أن أحدا من العلماء تسامح في مثل هذا، بل هو عندهم عيب كالإكفاء".