أشكر أساتذتي المكرمين

الأستاذ خشان خشان
الأستاذة سحر نعمة الله
الأستاذ حماد مزيد
الأستاذ لحسن عسيلة

على ما تفضلوا به من المشاركات القيمة وما تضمنته من الآراء الثمينة وأرجو المعذرة في تغيبي اللإرادي الطارئ. .
لم أنته بعد من قول ما أريد فاسمحوا لي بإكمال الموضوع .


ثالثا: في مفهوم الشعر : الشعر : كلام جميل موزون مقفى معبر عن إحساس الشاعر . ويتضمن هذا المفهوم كما نلاحظ شروطا أساسية للشعر ليكون شعرا وهي الجمال والوزن والقافية والتعبير عن الإحساس . فأما تقييم المستوى الجمالي للنص الشعري فلا يمكن أن يكون ثابتا لأن الجمال قيمة نسبية ‎تختلف باختلاف شروط التذوق . وأما تقييم مستوى التعبير عن إحساس الشاعر فمشكوك في مصداقيته لأن إحساس الشاعر غير قابل للقياس من قبل الناقد بينما يمكن بكل سهولة تقييم جودة الوزن أوالإيقاع والقافية وقياسها فهي مفاهيم دقيقة قابلة للقياس والمحاكمة . لذا فهي تتطلب من الشاعر بذل الجهد في سبيل تعلم قوانينها .. وليس من الممكن استسهال نظم الشعر الموزون حتى مع استخدام الحاسة الإيقاعية لتقليد النصوص الجاهزة والقياس إليها .‎

والآن نعود إلى محور موضوعنا ولنناقش ادعاء هواة كتابة (الشعر المنثور ) فيما يتعلق أولا بالتحرر من القوالب الجاهزة لشكل القصيدة :

من المؤكد أن حركة للتحديث في شكل القالب الشعري قد حدثت مع المحاولات الناجحة لبدر شاكر السياب ونازك الملائكة في إبداع أو إعادة إنتاج شكل القصيدة مع شعر التفعيلة .
وقد كانت تلك المحاولات ناجحة بالفعل بسبب محافظتها على الأساس الشعري في مفهوم الشعر العالمي وهي وجود واحدة للإيقاع . ( التفعيلة ) إذ لا يمكن بحال من الأحوال أن نتخيل مقطوعة موسيقية بدون جملة موسيقية ...و لا يمكن أن نتخيل شعرا وهو منثور خال من الإيقاع . ولا يمكن أن نتخيل نثراً منظوما بإيقاع حقيقي . لكننا نستطيع أن نتخيل نثرا ينتظمه إيقاع وهمي في الواقع ،يسمى بالإيقاع الداخلي . .وذلك لضرورة أن يلبس النثر لباس الشعر
فيسمى بالشعر المنثور ولو حاولنا فهم حقيقة الإيقاع الداخلي في نصوص ( الشعر المنثور ) لما وجدنا سوى . . . يتبع‏