بين الصدر والعجز

شكرا لكم أستاذي خشان على هذه الفرصة التي تمنحنا إيها لنبقى لصيقين بشمولية الرقمي، سأتناول مقطعا من القصيدة هو الآتي:

وَأَنْتَ تُعِدُّ فُطُورَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 1 3 2 3 1 1 2
............................[ لاَ تَنْسَ قُوتَ الحَمَامْ ]
............................[ 1 2 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تَخُوضُ حُرُوبَكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 1 3 2 3 1 1
............................[ لاَ تَنْسَ مَنْ يَطْلُبُونَ السَّلاَمْ ]
............................[ 2 2 3 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تُسَدِّدُ فَاتُورَةَ المَاء ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 2 3 2 3 2 3 1 1
............................[ مَنْ يَرْضَعُونَ الغَمَامْ ]
............................[ 2 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تَعُودُ إِلَى البَيْتِ ، بَيْتِكَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 2 3 1 3 2 3 1 1
............................[ لاَ تَنْسَ شَعْبَ الخِيَامْ ]
............................[ 2 2 3 2 3 ه ]
وَأَنْتَ تَنَامُ وَتُحْصِي الكَوَاكِبَ ، فَكِّرْ بِغَيْرِكَ
3 1 3 1 3 2 3 1 3 2 3 1 1
............................[ ثَمَّةَ مَنْ لَمْ يَجِدْ حَيِّزًا لِلْمَنَامْ ]
............................[ 2 1 3 2 3 2 3 2 3 ه ]

ما تبقى ينطبق عليه ما ينطبق على هذا المقطع، لذلك سأكتفي به،
في الأشطر الأولى نجد أنها تسير على إيقاع بحري هو المتقارب مع زيادة سبب ظاهري محذوف الساكن، أو متحرك أول من وتد لم يظهر، أي المتقارب + 1 .
في الأشطر التالية كذلك هي على إيقاع المتقارب مع حذف متحرك أول من أول وتد.
ما ينقص الأشطر "الثانية" موجود في الأولى، فلو لم نفرق الشطرين و تركناهما سطرا واحدا لحصلنا في الحالة الأولى مثلا على:
3 1 3 1 3 1 3 2 3 1 1 2 2 3 2 3 ه
و هو سطر من المتقارب، لكن الشاعر يصدم قارئه بشطر من 2 2 3 2 3 ه، و كأنه ينقله من إيقاع المتقارب إلى إيقاع البسيط، أو بشطر 2 2 3 2 3 2 3 ه و هو على إيقاع لاحق خلوف، أو بشطر 2 1 3 2 3 2 3 2 3 ه، و هو شطر من المتدارك مضاف إليه سبب "ظاهري"، هذا مع الالتزام التام بإيقاع القصيدة ككل إن لم نفرق بين أشطرها.
و كأن الغرض من هذه الصدمة هو كسر الرتابة في تفعيلة المتقارب، و تنويع لا يجد معه القارئ الملل.
و لقد كان الشاعر محمود درويش رحمه الله ممتلكا لناصية العروض، و مُنوِّعا لإيقاع قصائده، و مجددا لظواهر عروضية كانت موجودة قبله، لكنه أحياها.
و لمن أراد أن يقرأ عن تلك الظواهر فإني أحيله إلى الرابط:
http://www.alquds.co.uk/data/2009/05/05-12/11qpt88.htm