واستدراكا لباب البحوث الصغيرة الذي افتتحه شاعرنا الأستاذ خشان خشان نقول أن وضعية الزحافات أو الجوازات المتاحة بكافة البحور هي مثار اختلاف بين علماء العروض
والنقاد بل والشعراء فمنهم من أنكر استخدامها بكثرة مثل نازك الملائكة التي عابت على الشعراء المحدثين من شعراء ( مدرسة الشعر الحر ) إفراطهم فى استعمال ظاهرة ( الزحاف ) وبخاصة فى ( بحر الرجز ).
وقد رد عليها البعض أنها بالغت فى هذه الظاهره وهى التصرف فى تفعيلة بحر الرجز ( مستفعلن ) بالتغيير فى السببين الخفيفين ( مستف ) أو ( الوتد المجموع ) ( علن ) .
ولكن الشاعر المعاصر ، راح يكتب أبياتا كامله ، وأشطر تفعيلاتها كلها مصابه بالزحاف .
هذا مثلا نموذج من شعر ( صلاح عبد الصبور ) قال فى الرجز :
( وحين يقبل المساء يقفر الطريق والظلام محنة الغريب )
وقد اعترضت ( نازك الملائكه ) على موسيقى هذا البيت لأن تفعيلات البيت كلها دخلها الزحاف وهو ( الخبن ) حذف الحرف الثانى الساكن .
ومن ناحية أخرى وقف ( ميهئيل نعيمة ) موقف مضاد لنازك الملائكة مع من يستخدمون الزحافات قائلا العروض لم يسئ الى شعرنا قط ، بل اساء الى أدبنا بنوع عام ، فبتقديمه الوزن على الشعر قد جعل الشعر فى نظر الجمهور صناعه
إذا أحاط الطالب بها يصبح شاعرا ! .
والحقيقة أنه وليس هناك ناقد أو أديب أو شاعر في ميادين النقد والشعر يعتقد أن قواعد العروض تسبق التجربه الشعريه ، قال أبو العتاهيه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أنا أكبر من العروض ) .

وإلى لقاء قريب