زعم أحدهم- أظنه الدكتور جابر عصفور- أن القارئ لا يستطيع أن يميز الأبيات في هذا النص الذي يأتيك الآن التي قالها قيس بن ذريح من تلك الأخرى التي وضعها على لسانه الشاعر المعاصر عزيز أباظة في مسرحيته "قيس ولبنى":
أما أنا فأقول: إن هذه الأبيات تصلح مثالاًً للفرق الواضح بين الشعر القديم والشعر الجديد وإن الأبيات الجديدة ظاهرة ظهوراً مبيناً.
فهل تستطيع أيها القارئ أن تستخرج الأبيات التي لا يمكن أن يكون قيس بن ذريح قالها من بين الأبيات التالية مع ذكر سبب ظنك هذا؟
ومن المعروق أن الجديد قد يفلح في تقليد القديم ولكن القديم لا يتكلم بلغة الجديد أبداًً. ، والذي حدث أن عزيز أباظة استعمل هذه المفردات والمفاهيم الجديدة بوضوح في بعض الأبيات.

يقولون لبنى فتنة كنت قبلها..بخير فلا تندم عليها وطلق
فطاوعت أعدائي وعاصيت ناصحي..وأقررت عين الشامت المتملق
وددت وبيت الله أني عصيتهم..وحملت في رضوانها كل موثق
أطوف على أبيات لبنى تدعّني..إليها لبانات الفؤاد الممزق
أعلل نفسي باللقاء فما أرى..سوى الندم اليقظان باليأس يلتقي
ملاعب من لبنى إذا ما لمحتها..تهالكت في طاغ من الوجد مطبق