اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;2482

أخي د. عمر خلوف

شكرا لك. فقد أفدتني بهذه الشواهد. كما أفدتني أن ورودها قليل. وذلك بقولك إنّ مفعولاتُ ترد على معُلاتُ على قلة.

وأرى التداعيات تأتي منك بكل خير، مما يغريني بمواصلتها على هذا السبيل لا على سواه.

وهنا يحضرني ما يلي:

إستبعادك المخلع من باب مجزوء البسيط بالكلية، ألا ترى فيه نفيا لإمكانية جائزة على الأقل.

وكنت قلت بهذا الصدد إن للمخلع انتماءين أحدهما للبسيط والآخر للمخلع.


وقد رجعت لكتاب الشيخ جلال الحنفي ( العروض تهذيبه وإعادة تدوينه ) لأجد به ما أؤيد رأيي فوجدته يقول بقولك فيما يخص ما أسماه البسيط السادس وشاهده لديه

قلت استجيبي فلما لم تجب......سالت دموعي على ردائي
2 2 3 2 3 2 2 3 ................2 2 3 2 3 3 2
مستفعلن فاعلن مستفعلن ..........مستفعلن فاعلن فعولن ( مستفعلن)

فعولن = مستفْعلن = 2 2 3 صارت مستعِلُن =312 تك مستعْلن 2 2 2 صارت متَعْلُنْ=23

ولكنني وجدته يقول في الهامش:

وجود" فعولن" في هذا الوزن يجعله من المنسرح، ولما كنا نرى البسيط منسلخا من المنسرح، فلا بأس من وجود شطر منه فيه، أي من المنسرح في البسيط مما ينحصر في هذا الإطار.. إن مخلع البسيط هو أصل ما سمي بالبسيط السادس، إذ كان المخلع مجرد تصريع لهذا الوزن ثم استقل بنفسه وزنا في أوزان البسيط ... على أن يحتفظ بتفعيلته الأصلية مفعولن -222- في العروض والضرب فإن انقلب إلى فعولن في كلا شطريه فهو من المنسرح."

على أني لا أشاركه الرأي بأن البسيط منسلخ من المنسرح فهما وإن اشتركا في منطقتي العروض والضرب حيث منطقة العروض في كل منهما = 3 (2) 2 ومنطقة الضرب = 3 2 2 ( 2 سبب خببي يأتي ثقيلا أو خفيفا) فإن البسيط أطول من المنسرح فلو عبرنا عنهما بغرض المقارنة على النحو
البسيط = مستفعلاتن فعل مستفعلاتُ فعلْ = 4 3 2 – 3 – 4 3 1 - 3
المنسرح = مستفعلاتُن مستفعلاتُ فعلْ = 4 3 2 – 4 3 1 – 3

لكان حريا بالبسيط الأطول – إن كان لا بد من أمر الإنسلاخ – أن يكون أصلا انسلخ منه المنسرح الأقصر.

وهو قال في مقدمة البسيط في معرض قوله بأنه من أصل المنسرح :" ولا تزال هناك بقايا علاقات ووشائج بين البحرين، منها أن ما سمي بمخلع البسيط أقوى صلة بالمنسرح منه بالبسيط"

فلم يخرج المنسرح من البسيط بالكلية.

وهنا ولصالح من ألف الرقمي وألوانه أقول في معرض تبيان مزايا اختصاره في الشرح ما يلي:

4 3 2 3 3 2 من البسيط
4 3 2 3 3 2 من المنسرح

ويتبع هذا أن

4 3 1 3 3 2 من البسيط متعلقا باعتبار فاعلن = 2 3 تحولت إلى فعِلُنْ = 1 3 وليس متعلقا بمستفعلن حيث تفضلت بالقول " ، ذلك أن مستفعلن هنا كثيراً ما ترد على (متفعلن) أو (مستعلن) بل و(متَعِلن)، ولكنها لا ترد مطلقاً على (متَفاعلن( بتحريك التاء "
وأن 4 3 1 3 3 2 من المنسرح حيث كما تقول " حيث ترد فيه (مفعولاتُ) على (فعِلاتُ) على قلّة كما ذكرت "
وأرى ورود فاعلن على فعلن في البسيط أوجه من ورود فعلاتُ [ معُلاتُ] في المنسرح.

هذا باب وأمر التكفؤ الخببي في ورود 4 3 1 3 3 2 ............4 3 2 2 3 2 ( باب آخر)
فالتكافؤ الخببي هنا لصالح اعتبار الوزن من المنسرح كما تفضلت

لا أدري ما يمنع هذه الصياغة
إذا احتوى المخلع على أحد الوزنين التاليين في أي من شطريه فهو من أصل المنسرح
الأول = 4 3 2 2 3 2
وعليه الشاهد:
فسر بودٍّ أو سرْ بكرهٍ ..........ما سارت الذّللُ السراعُ ( هل هي الذّلل أم الذّلّل )

الثاني 4 3 3 2 3 2
لام أناس أبا العشائرْ .....فمالَه دواما يشاطرْ
2 1 3 2 3 3 2 ....3 3 3 2 3 2
مشتقا ( كما يفعل الشيخ جلال كثيرا) من قول المتنبي:

لامَ أُناسٌ أَبا العَشائِرِ في ............ جودِ يَدَيهِ بِالعَينِ وَالوَرَقِ
2 1 3 2 3 3 1 3 ............2 1 3 3 2 3 1 3

وأما الوزن 4 3 2 3 3 2 إذا ساد في كامل القصيدة فهو قابل لأن ينتمي لكلا البحرين على قدم المساواة.

كالقول : لام أناس أبا العشائرْ .....فمالَه دائما يشاطرْ

وقصره على أحد البحرين دون الآخر موقف شخصي ليس له ما يبرره

فإذا ورد على الوزن 4 3 1 3 3 2 كان أقرب إلى البسيط منه للمنسرح قرب فَعِلُن 1 3 من فاعلن 2 3 بشكل يفوق قرب معُلاتُ 1 3 1 من مفعولاتُ 2 2 2 1

كما في القول :
لام أناس أبا العشائرْ .....فمالَه أبداً يشاطرْ
2 1 3 2 3 3 2 .........3 3 1 3 3 2

وهنا نستحضر الوزن

2 1 3 2 2 3 2 ..........3 3 1 3 3 2


كالقول:

قالَ أناسٌ ما يشاطرْ ؟ .....ما عنده أبداً يشاطر


فهو من المنسرح لأ ن الصدر يعوض ما في العجز من قرب للبسيط أكثر من المنسرح.


وهذا قليل كما تفضلتَ ، وأنا بهذا الصدد منحاز إلى مدرسة أستاذي محمد ب. في اعتماده ما استقر عليه الشعر العربي في العصرين الأموي والعباسي.

ولي سؤال: ما رأيك بتسمية المخلع حال انتمائه للمنسرح بأحذ المنسرح أسوة بأحذ الكامل؟

يرد هذا الحوار سياق الأواصر بين البحور أو احتمالات تسلسلها، ولعله يكون مفيدا في هذا الأمر مستقبلا لمن ينصرف إلى هذا الأمر.

شكرا أستاذي الكريم، فالحوار معك يوري زناد الفكر. وليت الأساتذة الكرام يشاركوننا هذه التداعيات.

حفظك الله ورعاك.
جاء في تعليقي أن معلاتُ = 1 1 2 1 تأتي على قلة . الصواب كما تبين لي لي لاحقا أن بين سببي مفعولاتُ (جزا - معاقبة ) وليس ( جزك - مكانفة ) نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي