أخي الأستاذ خشان
أشكرك وأحييك

في بحثي الموسوم (ببحر المخلّع) أشرت إلى الفاصلة فيه بأنها قليلة الورود، ولكنها ليست نادرة، وأوردتُ لها عدداً لا بأس به من الشواهد.
كقول عبيد بن الأبرص (تُلاحظ مواضع الخطوط التحتية):
فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ ...... فذاتُ فرقين فالقليبُ
فعَرّةٌ فقِفارُ حَبْرٍ ...... ليسَ بها منهمُ عريبُ
وقول امرئ القيس:
عيناكَ دمعُهُما سِجالُ .... كأنَّ شأنَيْهما وِشالُ
وقول الأعشى:
ألمْ ترَوا إرَماً وعاداً ..... أوْدى بها الليلُ والنهارُ
وقول مهيار:
نشاطُهُ للوَفاءِ أضحى .... نَشْطَ لِسانِيَ منْ عِقالِ
وقول ابن خاتمة الأندلسي:
يا مَنْ أغارُ على هَواهُ .... منْهُ ومنّي ومنْ سِوائي
وقول أبي فرعة الكناني:
أقفرَ منْ أهلِهِ مَصيفُ .... فبطْنُ نخلَةَ فالعَريفُ
وهو نوع من العبور المؤقت، أسميناه تداخل البحور (مجلة الفيصل 263، ص38)، وهو من خصائص المخلّع، الذي اعتبرنا وزنه : مستفعلن مفعولاتُ فعْلن
حيث ترد فيه (مفعولاتُ) على (فعِلاتُ) على قلّة كما ذكرت.
وليس في ذلك خروج إلى صفة البحر الكامل، وإن تشابهت الصفات، ذلك أن مستفعلن هنا كثيراً ما ترد على (متفعلن) أو (مستعلن) بل و(متَعِلن)، ولكنها لا ترد مطلقاً على (متَفاعلن) بتحريك التاء.
وأشرتُ في مقالي المذكور إلى أن تداخل البحور هو نوع من التنوع الإيقاعي الذي يكسر حدة الرتابة ، ويثري الموسيقى.
هذا ما نراه ، والله أعلم.