بئرٌ معطلةٌ
الشاعر/ عبدهُ بنُ فايز الزبيدي
****************************
بــئــرٌ مـعـطـلـةٌ ٌ و حــــوضٌ دارسٌ ... هَــجَــرَ الــــدِّلاء أســــاورٌ و بــنـانُ
مــأثـورةٌ تـــرك الــنُّـدوبَ بـجـيـدها ... أثَــرُ الـرِّشـاءِ بـحـيثُ قـام حِـسَانُ
مــن كــرِّ مـكْـرِ الـغـانيات بـصخرها ... فـاسـلمْ بـنـفسك أيُّـها الإنـسانُ !
دمـــنٌ دواثــرُ و الـمـغاني أقـفـرتْ ... صـــمُّ الـمـعَـاهِدِ خـانـهـا الــخـلان
إنِّـــي تــذكـرت الــهـوى و زمـانَـها ... فـتـحـدرت فـــوق الـلُّـجين جُـمـانُ
الـنَّفسُ تمرض و الجُسوم صحيحة ... مــرضُ الـنـفوس تـوهمٌ ، و ذهـانُ
طــبُّ الـنَّفوس عـناق صـبٍّ هـاجرٍّ ... طــبُّ الـجـسوم مـشاربٌ و دِهـانُ
تـتـأنـق الـلـفـظ َ الـجـمـيل لـردِّهـا ... يُـشـجـيْك مـنـهـا لــؤلـؤٌ ، مـرجـانُ
جـمـع الـجـمال فـنـونه فـي دُمـيةٍ ... لـــو شـئـتُ قـلـت بـإنَّـها أشـجـانُ
فـمـن الـجَـمال وسَـامةٌ و قِـسَامةٌ ... و مــن الـجـمالِ مـقـالة ٌ و لـسـانُ
الـلَّـوْذَعيُّ إذا تـحـدث فـي الـورى ... قـلـتَ :الـمـحدثُ لـلـورى سَـحْبَانُ
و إذا تــتـبـع عــازِبـاً فـــي شـــاردٍ ... فـي الـشِّعر قـلت َ: كـأَنَّما حسانُ
مــتـمـدِّنٌ فــــي الــفـكـر إلإ إنَّـــه ... يـــهــديــه آيٌ مــحــكــمٌ ، و أَذان
مـنْ مـعْشر الـجُود الـذِين هـمُ إذا ... ظَـلمَ الـزَّمانُ عـلى الـزَّمانِ أعـانوا
أهــــلٌ لـمَـيـسـرةٍ و دارُ مَــســرَّةٍ ... يـلـقـاك فــيـه بـشـاشـةٌ و خِــوانُ
فـهـمُ الـبَـرآءُ مــن الـنَّـقيصةِ كـلِّـها ... و هــــمُ لـهـامـةِ عـصـرنـا تـيـجـانُ
قَــفْـوِ الـمـكـارمِ بـالـمـكارمِ دأْبُـــه ... ولـــكــلِّ جـــــودٍ عـــنــده إبَّـــــانُ
فــعــطـاؤكـم مــــــاءٌ لــبــارقـةٍ إذا ... مــسَّ الـبسيطةَ مـاستِ الأغـصانُ
لـكـأنـما أنـــت الـسـحاب بـسـحِّه ... و كــــأنَّ أنـــت و قـطـرنـا صــنـوانُ
مـبـثـوثُ خــيـرك لا يـنـامُ سـحـابه ... تـغـفـوا الأنــام و جـودكـم يـقـظانُ
حـــاز الـمـكـارم فــارسٌ أو شـاعـرٌ ... مــــا الــمـجـدُ إلا صـــارمٌ و بــيـانُ
قـد شـاع ذكـرك بـالحجاز و رنَّـمتْ ... بــعــد الــعــراقِ بـصـيـتكم لـبـنـان
مـــا أنـــت إمــعـةٌ يــقـول لـقـائـلٍ ... مـعـكـمْ أنـــا ! فـيـقـوده شـيـطـانُ
لا بـلْ وُزعـتَ عـلى الفضيلة فطرة ... و لأنـت فـي سننِ الهدى سلطانُ
قـد فـتُّ فـي صنع القريض مراكضاً ... فـــإذا الـمُـحـاول ظــالـعٌ حـسـرانُ
و بدعتُ معنىً في القريض مجدداً ... فـمشى بـقوديَ إنسهم ْ و الجَان
لـــوددت أنّــيَ بـالـقريض وفـيـتكم ... حــقــاً فــتَـشْـرُفُ حـيـنـها الأوزانُ
مـــا زلــتُ ألْـهَـج ُ بـالـثناء عـلـيكم ... حــتَّــى تــطـبَّـعَ بـالـثّـنـاء لــسـانُ
آهٍ لــحــبِّـك يــــا مــحـمـد ُ! إنــــه ... أضــحـى صـريـحَ عــدوّه الـكـتمان