القصيدة:


متْ حتفَ دمعكَ
____________________



يحبو على ذِكرَى هواه بمدمعيْهْ
وغناء أطلال الصِبا في مسمعيْهْ

وعلى شَفا الأيام طلَّ بجذعه،
والشِعر عند السفح يطوي صفحتيهْ

ويئن للجَبـْر الذي في عُمْرهِ،
وعلى تلال البيدِ صورة ذابحيـْهْ

يدكِ الزغـِـيبة لوَّحتْ في مَشرِقي،
والبرد ينهش راحتيكِ بمخلبيهْ

فغزلتُ عشكِ بالحنان، ولم أزلْ
أبـْـني أريكاتِ الحنين بجانبيهْ

قــَوِيَ الجناح بريشهِ، وهنا أتى الـ
ـعصفور زاهي اللونِ يـَفتح منكبيهْ


رفضتْ قرابيني سماؤكِ، وارتمتْ
لسوايَ إذ صرخَ الجمال بوجنتيهْ

وارَيْتُ سوْءاتي، وضمَّـكِ قاتلي (1)،
عَصَر الفؤادَ، وما بسطتُ يدي إليهْ !

تــُوقي إليه بما سقيتــُك من دمي،
وبما عزفـْتـُكِ من فمي رُدّي عليهْ

ورجعتُ ألطمُــني، وأُدمِـي باللظَى
شفتي، يداهمني السرابُ بمقلتيْهْ

وأشدّ أذْني: يا كِسائيَّ الهوى،
متْ حتفَ دمعكَ، فالشباب لسيبويْهْ (2)






يا بعداني:
بلغني أنك في شوق لقصيدتي
وإنها لفي شوق لبهاء عينيك


أحييك على ضرب مَزيد لعروض تامة


و يا بعداني:


ببضاعتي المزجاة أرجــع مفلسا،
لكم القصيد، فمن ينازعكم عليه؟



_____________________________________________________
(1) ردا على تحفة: الشعر لي، ولا أقصد من القصيدة غير إعجاب تلميذتي هناء المشرقي بشعر البعداني مؤخرا، وحق لها ذلك
(2) أشير، وأنتم أعلم، للمبارزة النحوية الشهيرة بين الكسائي وسيبويه، التي مات الكسائي على إثرها