نعود لمؤشر م/ع

فطاف القلبُ في جنّاتِ بوحٍ ....شفيفٍ قد دنتْ منهُ القطوفُ !.......م/ع = 1,6

نُلبّي والقريضُ يجوزُ هدياً.........فلا جملٌ يجوزُ ولا خروفُ !.....م/ع = 0.6

لا يخفى توفق شاعرنا في هذين البيتين بما تضمنه من تشبيه مشاعره بنشاطات المناسك.
في البيت الأول طواف لكأنه طواف القدوم كله شوق لجنات دانية القطوف، لا يفصلها إلا غلالة شفافة تزيد الحسن حسنا وتزيد الشوق شوقا، هذه التوق وهذا التحفز يرفعان المؤشر
في البيت الثاني لكأن الشاعر قد أدّى أغلب مناسكه وحان التحلل بعد أن قدّم هديه أو كاد، وكأنّه يستشرف الراحة التي تعقب بذل الجهد، وفي هذا ما يدعو إلى الاسترخاء أو توقعه وهو ما يخفض المؤشر.

على أن هنا معنى لطيفا يحمل مفارقة تشي بنبل مشاعر الشاعر. ففي الحج بعد الهدي يفك الحاج إحرامه ليستمتع بما قد حرم منه، وهو الجدير لو كان الكلام عن أمر الحج أن يرفع المؤشر، توقا لما أحل له، أما في الحالة الشعرية التي عاشها شاعرنا فكأن أداءه لمناسك التعبير عن نبيل شوقه باعتبار ذلك هدفا في حد ذاته لا يبغي من وراءه غاية، أعقبه رضى نفسي وقناعة انخفض معها المؤشر.

سواء كان تحليل م/ع مخطئا أم مصيبا فإن فائدته تكمن في تحريك الذهن للتوصل إلى ما يسند وجهة نظر من يتناول الموضوع. وكم سيكون مفيدا لو قام شخص ما بالرد على تحليلي بشكل معاكس لما في ذلك من إبراز لحراك ذهني في اتجاهين متعاكسين.