بعد أن أدرجت مشاركتي السابقة وصلتني رسالة من الأخ الدكتور عمر خلوف لنشر رسالة له، أبادر إلى نشرها مع رسالتي له. مع اعتذاري له عن تحويل الجداول إلى صيغة أخرى لتسهيل النشر .

وجود إخواني الأساتذة هنا في هذا الموضوع مكسب كبير بحد ذاته. وإنه إن شاء الله بداية قفزة للأمام.

----------------------------

إلى الأخوين الأستاذ خشان والأستاذ سليمان
تحية طيبة، وشكراً على مداخلتيكما الرائعتين

لقد سررت جداً للتتبع الواعي للأستاذ سليمان لبدايات استخدام مصطلحي المقطع والتفعيلة، وهو ما عهدته فيه من صبر على سبر أغوار التراث عموماً، والتراث العروضي خصوصاً، فبارك الله فيه وبعلمه. ونحن في شوق إلى نتائج أخرى يتحفنا بها علمه الغزير. ولكن لست أدري كيف خامره الإحساس بأن يكون مصطلح المقطع (العروضي) قد وصلني عن طريق اتصالي بكتاب الدكتور الثمالي!! وهو كتاب حديث لم تكتمل قراءتي له بعد. وكنت قد استخدمت المصطلح ـ وهو ليس ابتكاراً ـ عدة مرات في كتابي (فن التقطيع)، في حين لم يتكرر مصطلح (نواة إيقاعية) أكثر من مرة واحدة. بل إن مشاركتي هي مما استللته من كتابي المخطوط (دراسات عروضية رائدة). وربما لطبيعة المنتديات قمت بالاختصار المخل! حيث كنت أناقش الفكرة لا المصطلح. ولا مشاحة عندي في المصطلح فلنسمه مقطعاً عروضياً أو إيقاعياً أو وزنياً، أو ربما وحدة إيقاعية .. إلخ

وزيادة في الإيضاح سأعيد للأذهان بعض النقاط التي أثرتها في مشاركتي:
1- بناءً على التكرار المنتظم لبعض المقاطع العروضية داخل النسق الواحد تصبح حدود تفاعيل البحور الساذجة وشبه الساذجة (طويل، بسيط، سريع، لاحق) حدوداً حقيقية واضحة. وجميع أنساقها مبررة، وأي صيغ أخرى لهذه البحور ليس لها ما يبررها على الرغم من حملها للوزن، فلا يجوز مثلاً قراءة المتقارب بالشكل: (فعو فاعلاتن فعو فاعلاتن) أو الشكل: (فعو فاعلن فاعلن فاعلن) أو الشكل: (مفاعيلُ مستفعلن فاعلاتن) إلى آخر ما هنالك من صيغ صحيحة وزناً، غير مبررة وضعاً.
ولذلك فإن القول: إن التفعيلة أمر اصطلاحي يرتبط ابتكاره بالخليل، فهو اصطلاحي من حيث التسمية، حقيقي من حيث الاستخدام، إذ لا فارق عندنا عملياً بين (مفاعيلن) و(فعولاتن) على سبيل المثال، إلا أن التسمية الخليلية لمعظم التفاعيل لا تزال الأنجح والأصلح.

2- عطفاً على ما سبق، وبناءً على طبيعة اللغة وفطرية الموسيقى، نرى ضرورة وجود حدود حقيقية لتفاعيل بعض البحور المركبة. فإن كانت حدود تفاعيل بعض هذه البحور تحتاج إلى إعادة اكتشاف، فلا مبرر مطلقاً لإلغاء حدود التفاعيل نهائياً.
أسوق هذا لكي لا يُفهم من كلامي أنني متمسك بكل ماجاء في النظرية الخليلية، ولكنني بلا شك أبحث عن بعض الحلول أو البدائل المقنعة. وكنت في كتاب (فن التقطيع) قد مهدت لهذا بالقول: إننا نقبل (مفعولاتُ) "كوحدةٍ لحمل إيقاع بعض البحور عليها فقط، مع وعينا التام بأنها لا تقوم بنفسها أبداً، وهي لا تعني لنا أكثر من حملها للإيقاع‘".

3- للباحث الحق المطلق في دراسة التراكيب المقطعية للأنساق المختلفة، كيفما أراد، ومقارنة الأنساق ببعضها بعضاً، أو مقارنة جزء منها بجزء آخر، كمنطقة الضرب، أو منطقة العروض، أو الحشو .. وهي مقارنات تزيد من فهمنا لخصائص التراكيب المقطعية للبحور، لكنها لا تغير من الحقيقة. وإن المقارنة بين منطقتي الضرب في المتقارب و المنسرح لن تقدم للمتقارب شيئاً، كما أنها لن تؤخر عن المنسرح شيئاً. بل إن معظم البحور الخليلية يمكن إدراجها في هذه المقارنة.

البحر .....التفعيل الخليلي .....الحشو.....منطقة الضرب
المنسرح.....مستفعلن مفعولاتُ مفعولن...../ه /ه //ه /ه /ه /ه /.....//ه /ه /ه
الخفيف.....فاعلاتن مستفعلن فعْلن...../ه //ه /ه /ه /ه.....//ه /ه /ه
المقتضب.....مفعولاتُ مفعولن...../ه /ه /ه /.....//ه /ه /ه
البسيط.....مستفعلن فاعلن مستفعلن فعْلن...../ه /ه //ه /ه //ه /ه /ه.....//ه /ه /ه
الطويل.....فعولن مفاعيلن فعولن فع.....//ه /ه //ه /ه /ه.....//ه /ه /ه
الرجز.....مستفعلن مستفعلن فعْلن...../ه /ه //ه /ه /ه .....//ه /ه /ه
المديد.....فاعلاتن فاعلن فعْلن...../ه //ه /ه /ه .....//ه /ه /ه
الهزج.....مفاعيلن مفاعيلن.....//ه /ه /ه.....//ه /ه /ه
الوافر.....مفاعلتن مفاعيلن.....//ه ///ه.....//ه /ه /ه
المتقارب.....فعولن فعولن فعولن فع.....//ه /ه //ه /ه.....//ه /ه /ه
بل إن مما اختصرته و اقتطعته من مشاركتي الأساس، مقارنة عقدتها بين بعض بحور الدائرة الرابعة، أبين فيها مواقع تشابه التتابع الحركي أو المقطعي في بحورها هكذا:



البحر.....التفعيل .....التسلسل الحركي المقطعي
المقتضب.....مفعولاتُ مفعولن...../ه /ه /ه //ه...../ه /ه
الخفيف.....فاعلاتن مستفعلن فعْلن...../ه //ه...../ه /ه /ه //ه...../ه /ه
المنسرح.....مستفعلن مفعولاتُ مفعولن...../ه /ه //ه...../ه /ه /ه //ه...../ه /ه
المخلّع.....مستفعلن مفعولاتُ فعْلن...../ه /ه //ه...../ه /ه /ه //ه...../ه
المضارع.....مفاعيلن فاعلاتن.....//ه...../ه /ه /ه //ه...../ه

وهو تشابه صارخ يصل في الخفيف والمنسرح إلى حد التطابق النسقي شبه التام، أو يكون النسق بأكمله جزءاً من نسق أكبر .
ولكن ماذا بعد !!
------------------------------
الأخ الحبيب
لله ما أشد تهذيبك
، كأنك رأيت إدراج هذا في المنتدى مثيرا للحساسية

وليس الأمر كذلك فليس في الأمر شيء شخصي، بل إنه ليسعدني
اختلاف الرأي على هذا المستوى من الخلق والعلم
ولا أظن ذلك يضايق أخانا سليمان
بل لعلكما تريان معي أن الختلاف الراقي إنجاز في حد ذاته
وقدوة حسنة للكثيرين من المشاركين
ولولا أن تعتبر نشري لها في المنتدى غير لائق لنشرتها.
إذا كانت وجهات نظرنا متطابقة دوما أسن الحوار وران على العقل السبات
رأيي أن تتفضل بإدراج ما تفضلت به في المنتدى فرب قارئ استفاد منه أو أجدّ له فكرة
إن لم نعمر المنتدى بهذا - بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف- فبم نعمره؟
ليس في أمر الاختلاف على تسمية الوزن كبير أهمية طالما وعينا أنها أسلوب لا غاية
ولكن استوقفتني هذه العبارة

أسوق هذا لكي لا يُفهم من كلامي أنني متمسك بكل ماجاء في النظرية الخليلية
أنا أعتقد أن العروض بصيغته الرقمية لا يقل تمسكا بنظرية الخليل عن التفاعيل
فالتفاعيل ليست نظرية الخليل بل هي أسلوب تعبيري عنها، وألصق شيء بنظرية الخليل -إن لم تكن هي- عندي هو دوائر الخليل بتعبيبرها المقطعي الذي يشمل تفاعيل الخليل - وهي لا شك الأجمل- وسواها من الصيغ الأخرى الأقل جمالا والتي قد يلزم بعضها للتعبير عن المقارنة العروضية بين بعض البحور أو لسوى ذلك من الأغراض
مشاركتك الأخيرة لها تداعيات عندي أعكف على كتابتها وسأنشرها حال انتهائي منها بإذن الله.
والله يرعاك
ليتك مشكورا تمرر هذه الرسالة للأخ سليمان فقد فقدت إيميله
أخوك - خشان
---------------------------
الأستاذ خشان

أحييك مرة أخرى

لقد أعيتني الحيلة لنشر ما أرسلته لك لقلة الخبرة

حبذا لو جاء النشر من طرفك

وأنا لك من الشاكرين