أخي الكريم سليمان أبو ستة

مثل هذا الحوار هو ما حلمت به في هذا المنتدى.

سرني تدخل الأخ خشان
بشرك الله بالخير أن بشرتني بسرورك.

فيما حسبه خلافا في وجهات النظر بيني وبين الأخ خلوف،
لم أكن لأعلق لولا أني أعتقد أن ثمة خلافا محوره مصطلح التسمية.
فأراد ـ كما يقول ـ أن يسلك مسلكا يرضي كلينا . ومع ذلك فإني أخشى أن يكون خشان قد فتح بمداخلته تلك جبهة جديدة في موضوع ربما خالفناه كلانا ، فقد بدا لي أن الأستاذ خشان قد تحول بالنقاش إلى ما يمكن أن نسميه ( العروض التجريبي ) ، وليس هذا هو الموضوع الذي افتتحته في الحديث ، ذلك أني استندت إلى نماذج مسموعة من الشعر عاميه وفصيحه وهي نماذج لم يدر بخلد أصحابها النية في تجريب أنماط رياضية من العروض ، ومما زاد في قيمة عملهم أنهم جاءوا به مُغنّى فاكتسب بذلك بعدا موسيقيا كشف عن الكثير من جمالياته .
هنا أمران
الأول أن تدخلي بينك وبين الأخ الدكتور خلوف كان حول المصطلح لا غير.
وأما الثاني فهو قولك : فقد بدا لي أن الأستاذ خشان قد تحول بالنقاش إلى ما يمكن أن نسميه ( العروض التجريبي ) وأنت في ذلك محق وهو موضوع لبعضه علاقة ولو بعيدة بموضوع الحوار ولعل الأجدر به أن يطرح في مشاركة مستقلة. ولكن شجعني على ذكره هنا قولك:" لم يكف العروضيون بعد الخليل عن السعي في محاولاتهم المستمرة لاكتشاف أنماط وزنية جديدة في الشعر العربي تكمل رسم الخريطة الإيقاعية للنظم في ذلك العصر وما تلاه" فقلت أغتنم هذه الفسحة التي أتاحها لي قولك لنشر ما نشرت وهو جزء من مادة طويلة في تجريب استيلاد أوزان بتقليد بعض آليات العروض الخليلي ( كالتدوير) أصر على أنها ليست بشعر بل هي من الموزون شأنها في ذلك شأن الأوزان المهملة في دوائر الخليل وربما كان بعضها مستساغا وذلك بهدف تشجيع الرياضة العروضية.

أما وقد تم طرح الموضوع هنا فسأقتصر في هذا التعليق على ما له علاقة بطرحك.
الذي دعاني إلى طرح مصطلح عائلة الدوبيت هو ما لاحظتُه وذكرتَه من تفرده عن إيقاعي الخبب والبحور، وأرجو أن أكون موفقا في تبيان ذلك من خلال أهم صفة في كل من هذه الأنماط الثلاثة:
1- الإيقاع البحري أوتاد وأسباب ولا يزيد عدد الأسباب المتجاورة عن ثلاثة =222
2- الإيقاع الخببي كله أسباب خفيفة وثقيلة
3- الدوبيت ويحوي أكثر من ثلاثة أسباب متتالية 2222 ويحوي وتدا
وبخصوص هذه النقطة الأخيرة تقول:
" وسبب استحالة تدوير النسق الخببي أنه جميعه مؤلف من عنصر واحد لا يحتمل التدوير ( فالتدوير يشترط وجود عنصرين متغايرين ) . أما ما رآه الأخ خشان يستوجب التدوير في محاولاته التجريبية فلا يعدو تحققات (realizations ) مقطعية متغايرة لعنصر واحد في النسق الخببي هو السبب الثقيل . "

هناك وتد واحد أليس كذلك؟ وتغير وضع الوتد في التدوير يعطي أوزانا مختلفة عن الدوبيت المعروف
أليس كذلك؟
الوحيد الذي لا مجال فيه لتدوير هو الخبب المحض.
***
هنا أيضا إيضاح لاختلاف مصطلح حول نفس السبب
تقول :" وإيقاع الخبب المؤلف من الأسباب الثقيلة الصافية "
ودرجنا في المنتدى على تسمية السبب الذي يقبل أن يكون خفيفا أو ثقيلا بالسبب الخببي فالسبب الثقيل أحد حالتي السبب الخببي فيما نستعمل أقول هذا فقط لتعريف القراء الذين اعتادوا ذلك.
****
تقول :" إن نظرة الدكتور خلوف ................. ولم ينظر إلى أن الشكل الدبيتي يتألف من مزيج من إيقاعين مختلفين تماما هما إيقاع الخبب وإيقاع التفعيلة "

كبير الفضل في تبلور فهمي لتمايز إيقاع الشعر العربي إلى بحري وخببي يعود للأستاذين الدكتورين أحمد مستجير وعمر خلوف وخاصة في كتابه عن الدوبيت.
****
يقول الدكتور خلوف " وأميل شخصياً إلى اعتبار النمط الأول شكلاً رجزياً: (مستفعلن مفعولاتانْ)، وجدتُ عليه عدداً من الشواهد القديمة والحديثة.
يقول الششتري:
يا طالباً وهْوَ المطلوبْ
=2 2 3 2 2 2 2 ه
أنتَ المنى أنتَ المرغوبْ = 2 2 3 2 2 2 2 ه"

هنا أنا أميل إلى استبعاده من الشكل الرجزي لوجود الأسباب الأربعة المتتالية.
وطالما أن الحديث ذو شجون ما رأيك من قبيل الرياضة العروضية كتابة الوزن على هذا الشكل:
2 2 3 2 2 2 2 حيث الأخضر سبب خببي يكون خفيفا أو ثقيلا
فلنجرب ما نحصل عليه من تثقيل كل سبب منها
أولا -2 2 3 (2) 2 2 2 ه وعليه
يا طالباً وهُوَ المطلوبْ
أنت المنى وكذا المرغوبْ
ثانيا – 2 2 3 2 (2) 2 2 ه
يا طالباً كنْ لِيَ مطلوبْ
إن كنتَ لي لستُ بمغلوبْ
ثالثا – 2 2 3 2 2 (2) 2
يا طالباً وهو الطلبُ
إن جئتني ذاك الغلبُ
إن وجدنا الوزن مستساغا فهذا خروج لها من دائرة الرجز
بل إن تثقيل أكثر من سبب بعد الوتد وبقاء الوزن مستساغا - إن يقي كذلك كما يتوقعه التخاب بعد الأوثق – إن هذا يخرج به بكل تأكيد من حيز الرجز
يا طالباً وهُوَ جميلُ = 2 2 3 (2) (2) 2 2
لا يُرتضى فيه القيلُ= 2 2 3 2 2 2 2
هي تداعيات يا أخي فلا تتردد في قول ما تراه فيها فإنما بالحوار نتواصل في العروض ومنكم نستفيد. والله يرعاك.